وقوله تعالى : (وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَيْئاً) [سورة لقمان : ٣٣].
وقال تعالى ، وذكر عادا وثمودا وقوم نوح وقوم لوط ، ثم قال : (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ) [سورة القمر : ٤٣].
فصح ضرورة أنه لا ينتفع أحد بقرابته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا من نبي من الأنبياء والرسل عليهمالسلام ولو أن النبي ابنه أو أبوه أو أمه ، وقد نص الله تعالى في ابن نوح ووالد إبراهيم وعم محمد ـ عليه وعلى رسل الله الصلاة والسلام ـ ما فيه الكفاية.
وقد نص الله تعالى على أن من أنفق من قبل الفتح وقاتل أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ، فصح ضرورة أن بلالا ، وصهيبا ، والمقداد وعمارا وسالما ، وسلمان ، أفضل من العباس ، وبنيه عبد الله ، والفضل ، وقثم ، ومعبد ، وعبيد الله ، وعقيل بن أبي طالب ، والحسن والحسين ، رضي الله عن جميعهم ، بشهادة الله تعالى. فإذ هذا لا شك فيه ولا جزاء في الآخرة إلا على عمل ولا ينتفع عند الله تعالى بالأرحام ولا بالولادات ، وليست الدنيا دار فضل ولا جزاء ، فلا فرق بين هاشمي وقرشي ، وعربي وعجمي ، وحبشي وابن زنجية لغير الكرم والفوز لمن اتقى الله عزوجل.
حدثنا محمد بن سعيد بن بيان ، أنبأنا أحمد بن عبد الله البصير ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا محمد بن عبد السلام الخشني ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن حسان بن قايد العبسي قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : «كرم الرجل دينه ، وحسبه خلقه ، وإن كان فارسيا أو نبطيا».