[١٩] (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ) أي موجود (أَكْبَرُ شَهادَةً) أي أعظم من حيث الشهادة ، فقد قالوا للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أنكرك أهل الكتاب فأت بمن يشهد لك (قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) يشهد لي ، وشهادته إجراء المعجزة على يديه (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ) لأخوفكم بسبب القرآن (وَ) أنذر سائر (مَنْ بَلَغَ) بلغه القرآن إلى يوم القيامة (أَإِنَّكُمْ) استفهام إنكار (لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ) يا رسول الله (لا أَشْهَدُ) بما تشهدون (قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) أي تشركونها مع الله ، والمراد بها الأصنام.
[٢٠] (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) اليهود والنصارى (يَعْرِفُونَهُ) أي الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ) أي معرفة كاملة (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) من المشركين وأهل الكتاب (فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) لأنهم بما عاندوا من محاربة الحق انحرفت طباعهم.
[٢١] (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) بأن جعل له شريكا أو أولادا (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) كالقرآن وسائر الكتب (إِنَّهُ) الضمير للشأن (لا يُفْلِحُ) أي لا يفوز (الظَّالِمُونَ) فكيف بمن كان أظلم.
[٢٢] (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ) أي نجمعهم (جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ) أي الشركاء الذين جعلتموهم لي شريكا (الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) انهم شركاء الله.
[٢٣] (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ) أي عاقبة كفرهم ، فإن الفتنة تطلق على الكفر (إِلَّا أَنْ قالُوا) كذبا (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ).
[٢٤] (انْظُرْ) يا رسول الله (كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) استفهام تعجب ، بأن نفوا كونهم مشركين (وَضَلَّ عَنْهُمْ) أي ذهبت عنهم الأوثان التي كانوا يعبدونها (ما كانُوا يَفْتَرُونَ) من الأوثان ، يفترون بكونها شركاء لله.
[٢٥] (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ) إلى القرآن حين تقرؤه (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً) أغطية ، كراهة (أَنْ يَفْقَهُوهُ) أي يفهموا القرآن ، وذلك جزاء ما عملوا من الكفر والمعاصي وهذا كناية عن منع اللطف بهم (وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً) أي ثقلا أو حملا ثقيلا حتى لا يسمعوا ، كناية عن عدم انتفاعهم بالسماع (وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ) أي جميع المعجزات (لا يُؤْمِنُوا بِها) لفرط عنادهم (حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ) أي في حال كونهم جاءوك للجدال ، لا للفهم (يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ) ما (هذا) القرآن (إِلَّا أَساطِيرُ) أباطيل (الْأَوَّلِينَ) الذين لفقوا هذه الأباطيل لصرف الناس إلى أنفسهم.
[٢٦] (وَهُمْ) الكفار (يَنْهَوْنَ) الناس (عَنْهُ) أي عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والقرآن ، بأن يمنعوهم عن الهداية (وَيَنْأَوْنَ) أي يبتعدون (عَنْهُ) أي عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والقرآن ، فيتحملون جرمين (وَإِنْ) ما (يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ) لأن ضرر كفرهم وصدّهم عائد إليهم (وَما يَشْعُرُونَ) أي ليس لهم شعور بأن ضرر ذلك عائد إليهم.
[٢٧] (وَلَوْ تَرى) أيها الرائي (إِذْ وُقِفُوا عَلَى) حافة (النَّارِ) لإلقائهم فيها (فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ) أي نرجع إلى الدنيا (وَ) يا ليتنا (لا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).