[١٥٢] (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي) بالصفة التي (هِيَ أَحْسَنُ) كحفظه واسترباحه (حَتَّى يَبْلُغَ) اليتيم (أَشُدَّهُ) قوته بأن يصير بالغا رشيدا (وَأَوْفُوا) بأن لا تنقصوا (الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ) بالعدل (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) أي ما يتمكن عليه فهذه التكاليف مقدورة للإنسان (وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ) قولكم الضار في (ذا قُرْبى) أقرباؤكم (وَبِعَهْدِ اللهِ) أحكامه (أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) تتعظون.
[١٥٣] (وَ) اعلموا (أَنَّ هذا) الذي في هذه السورة من الأصول والأحكام (صِراطِي مُسْتَقِيماً) في حال كونه مستقيما (فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ) الطرق الأخرى (فَتَفَرَّقَ) أي تتفرق ، بمعنى تميل تلك السبل (بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ) الاتباع (وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الضلال.
[١٥٤] (ثُمَ) للترتيب الذكري (آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) التوراة (تَماماً) أي لأجل إتمام النعمة (عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) في تبليغه وهو موسى عليهالسلام (وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ) من الأصول والفروع (وَهُدىً) دلالة إلى الحق (وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ) أي بني إسرائيل (بِلِقاءِ رَبِّهِمْ) جزائه (يُؤْمِنُونَ).
[١٥٥] (وَهذا) القرآن (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ) كثير الخير (فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
[١٥٦] (أَنْ) أي إنما أنزلنا القرآن لكراهة أن (تَقُولُوا) أيها المعاصرون للرسول (إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ) اليهود والنصارى (مِنْ قَبْلِنا وَإِنْ) مخففة ، أي إنا (كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ) أي دراسة اليهود والنصارى (لَغافِلِينَ) إذ لم نعرف أن كتبهم موجهة إلينا ولذا لم نتبعهم.
[١٥٧] (أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ) أي أكثر اتباعا من اليهود والنصارى (فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ) دليل واضح وهو القرآن (مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللهِ) بعد أن عرفها (وَصَدَفَ) أعرض (عَنْها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ) العذاب السيئ (بِما كانُوا يَصْدِفُونَ) بسبب إعراضهم.