[٣١] (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ) لباس التزين (عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) فإن الإنسان إذا ذهب إلى المسجد فقد ذهب إلى خدمة مالك الملوك (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) بالزيادة في الأكل والشرب (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) فإن عدم حب الله كاف في ترك الإنسان لذلك الشيء.
[٣٢] (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ) الإضافة للتشريف ، أي مطلق الزينة (الَّتِي أَخْرَجَ) تلك الزينة (لِعِبادِهِ وَ) من حرم (الطَّيِّباتِ) المستلذات غير المحرمة (مِنَ الرِّزْقِ) والاستفهام في معنى النفي (قُلْ هِيَ) الزينة والطيبات (لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) فإن الله خلق الزينة للمؤمنين في الدنيا ، ويشاركهم الكافرون تعديا ، في حال كونها (خالِصَةً) للمؤمنين ، فلا يشاركهم الكافرون فيها (يَوْمَ الْقِيامَةِ) إلى الأبد (كَذلِكَ) هكذا (نُفَصِّلُ) تفصيلا واضحا (الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) فإن غير العالم لا يفهم هذه الحقائق.
[٣٣] (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ) المعاصي الكبار (ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) الظاهرة والمخفية (وَ) حرّم (الْإِثْمَ) الخمر ، أو يعني سائر الآثام (وَالْبَغْيَ) الظلم (بِغَيْرِ الْحَقِ) وصف تأكيدي (وَ) حرم (أَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ) أي بشركه (سُلْطاناً) أي دليلا فانه تعالى لم ينزل دليلا بكون الأصنام شركاء له (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) بالافتراء عليه.
[٣٤] (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ) أمد تنتهي تلك الأمة بمجيء ذلك الأمد (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) بأن جاء ليصل إليهم (لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) أي لا يتأخرون مقدار ساعة ولا يتقدمون على ذلك الوقت.
[٣٥] (يا بَنِي آدَمَ إِمَّا) أي (إن ما) وما زائدة (يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ) من جنسكم (يَقُصُّونَ) يخبرون (عَلَيْكُمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقى) المعاصي (وَأَصْلَحَ) حاله (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) خوفا وحزنا يشملان الكافرين في الدنيا والآخرة.
[٣٦] (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها) بأن تكبروا فلم يقبلوها (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) الملازمون لها (هُمْ فِيها خالِدُونَ) باقون دائما.
[٣٧] (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) أي لا أحد أظلم منه (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ) بأن نسب إليه ما لم يقله ، أو نسب إليه أنه لم يقل ما قاله (أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ) حظهم (مِنَ الْكِتابِ) مما كتب لهم من الأرزاق والآجال (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا) ملائكة الموت (يَتَوَفَّوْنَهُمْ) لأجل أن يقبضون أرواحهم (قالُوا) أي الملائكة لهم (أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أي أين الأصنام التي عبدتموها (قالُوا) الكفار (ضَلُّوا) غابوا (عَنَّا) فلا ينفعون الآن (وَشَهِدُوا) اعترفوا (عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ) لا مسلمين لله ، فإنهم في الحياة كانوا يقولون نحن مطيعون لله.