[١٠٥] (حَقِيقٌ) أي أنا جدير (عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) لان الرسل لا يقولوا إلا الحق (قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ) هي معاجز موسى عليهالسلام (مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرائِيلَ) فإن فرعون كان استعبدهم من وطن آبائهم وهي فلسطين مكان إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهمالسلام فطلب موسى عليهالسلام أن يطلق فرعون سراحهم حتى يرجع بهم إلى الأرض المقدسة.
[١٠٦] (قالَ) فرعون (إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ) معجزة (فَأْتِ بِها إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في دعواك وجود الله وأنك رسوله.
[١٠٧] (فَأَلْقى) موسى عليهالسلام (عَصاهُ) في الأرض (فَإِذا هِيَ) تنقلب (ثُعْبانٌ) حية عظيمة (مُبِينٌ) ظاهر للعيان.
[١٠٨] (وَنَزَعَ يَدَهُ) أخرج يده من جيبه (فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ) تشع بياضا كأنها الشمس (لِلنَّاظِرِينَ) لمن ينظر إليها.
[١٠٩] (قالَ الْمَلَأُ) الأشراف (مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هذا) موسى عليهالسلام (لَساحِرٌ عَلِيمٌ) حاذق بالسحر.
[١١٠] (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ) فإنه يريد أن يأخذ السلطة فينفيكم ، أو أنتم تلتجئون إلى الفرار (فَما ذا تَأْمُرُونَ) تشيرون في أمره.
[١١١] (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ) هارون عليهالسلام أي أخّر أمرهما ، فإن الإرجاء التأخير (وَأَرْسِلْ فِي الْمَدائِنِ) أي البلاد (حاشِرِينَ) أي جامعين للسحرة.
[١١٢] (يَأْتُوكَ) من ترسلهم (بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ) حاذق في السحر ، حتى يظهروا للملأ أن موسى عليهالسلام ساحر.
[١١٣] (وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً) أي أجرة لعملنا (إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ) على موسى عليهالسلام.
[١١٤] (قالَ) فرعون (نَعَمْ) إن لكم أجرا (وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) أقربكم إلى بلاطي إضافة على الأجرة.
[١١٥] (قالُوا) السحرة (يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ) عصاك (وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) نلقي حبالنا وعصيّنا.
[١١٦] (قالَ) موسى عليهالسلام (أَلْقُوا) أنتم حبالكم وعصيكم (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ) بأن خيّلوا إلى الناس أن عصيهم حيات (وَاسْتَرْهَبُوهُمْ) أخافوهم إرهابا شديدا (وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) وقد ورد أنهم هيئوا سبعين ألف حية وثعبانا ، كلها أخذت تتحرك بشكل مفزع.
[١١٧] (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ) فألقاها فصارت حية (فَإِذا هِيَ) أي عصا موسى عليهالسلام (تَلْقَفُ) تأكل بسرعة (ما يَأْفِكُونَ) ما قلبوه عن وجهه بأن صوّروه حية ، من الإفك بمعنى الكذب.
[١١٨] (فَوَقَعَ) ثبت (الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) من السحر.
[١١٩] (فَغُلِبُوا) فرعون وربعه (هُنالِكَ) في ذلك المقام (وَانْقَلَبُوا) رجعوا إلى أماكنهم (صاغِرِينَ) أذلاء محتقرين.
[١٢٠] (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ) فأنهم لم يتمالكوا أن ألقوا أنفسهم (ساجِدِينَ) لله تعالى لما عرفوا من صدق موسى عليهالسلام.