[١٠٠] (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ) كعلي عليهالسلام وخديجة وأبي طالب وجعفر (مِنَ الْمُهاجِرِينَ) الذين هاجروا إلى الحبشة والمدينة (وَ) من (الْأَنْصارِ) الذين نصروا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من أهل المدينة (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ) اتباعا حسنا ممن التحقوا بالمسلمين بعد ذلك (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) خبر (السابقون) (وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ) هيأ (لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) دائما (ذلِكَ) الثواب (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
[١٠١] (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ) أي حول المدينة (مِنَ الْأَعْرابِ) القبائل البدوية (مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ) منافقون أيضا (مَرَدُوا) مرنوا واعتادوا (عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ) بأشخاصهم ، إلا بوحي من الله (نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ) مرة في الدنيا بالإهانة ومعاملة المسلمين معهم معاملة المنافق ، ومرة في القبر (ثُمَّ يُرَدُّونَ) يرجعون (إِلى عَذابٍ) في الآخرة (عَظِيمٍ).
[١٠٢] (وَآخَرُونَ) من الذين تخلفوا عن تبوك (اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ) ولم يعتذروا الأعذار الواهية (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً) هو إسلامهم وسائر صالحاتهم (وَ) عملا (آخَرَ سَيِّئاً) هو تخلفهم عن تبوك (عَسَى اللهُ) لعل الله (أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) أي على هؤلاء الذين خلطوا الصالح بالطالح (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
[١٠٣] (خُذْ) يا رسول الله (مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ) عن الذنوب بواسطة الصدقة (وَتُزَكِّيهِمْ) تنميهم (بِها) بالصدقة ، فإن الصدقة تنمي الأموال والأعمار والأولاد (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) ادع لهم عند أخذ الصدقة (إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) تسكن نفوسهم وتطمئن اضطراب قلوبهم بواسطة الدعاء (وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
[١٠٤] (أَلَمْ يَعْلَمُوا) حث على التوبة والصدقة (أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ) يقبلها (وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ) يقبل توبة التائبين (الرَّحِيمُ).
[١٠٥] (وَقُلِ اعْمَلُوا) ما شئتم من الأعمال (فَسَيَرَى اللهُ) السين للتأكيد (عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ) ترجعون في الآخرة (إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ) يخبركم لأجل الجزاء (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
[١٠٦] (وَآخَرُونَ) من المتخلفين عن غزوة تبوك (مُرْجَوْنَ) موقوف أمرهم (لِأَمْرِ اللهِ) إرادته (إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ) بأحوالهم (حَكِيمٌ) يفعل حسب الصلاح ، فقد تخلف جمع عن تبوك كسلا لا نفاقا فأنزلت هذه الآية فيهم.