[١٠٣] (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ) يعلم القرآن محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم (بَشَرٌ) سلمان الفارسي ، أو غيره فكان الكفار يقولون إن القرآن من تعليم ذلك الرجل لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (لِسانُ) لغة (الَّذِي يُلْحِدُونَ) يميلون (إِلَيْهِ) أي يقولون إنه يعلّم محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم (أَعْجَمِيٌ) غير بين (وَهذا) القرآن (لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) واضح فكيف سلمان الفارسي يعلّم لغة العرب.
[١٠٤] (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ) عنادا (لا يَهْدِيهِمُ اللهُ) بألطافه الخاصة (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم.
[١٠٥] (إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ) يخترع الكذب (الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ) أشد الكاذبين كذبا.
[١٠٦] (مَنْ) مبتدأ خبره : (فعليهم) (كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ) على قول كلمة الكفر (وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌ) ثابت (بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً) فتح صدره للكفر وطابت نفسه به (فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) في الدنيا والآخرة.
[١٠٧] (ذلِكَ) العذاب (بِأَنَّهُمُ) بسبب أنهم (اسْتَحَبُّوا) رجحوا حب (الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَ) وبسبب أن (اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) يخذلهم إذا عاندوا فلهم العذاب بهذا السبب.
[١٠٨] (أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ) تركهم وشأنهم حتى صارت قلوبهم لا تفهم الحق (عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ) لا يسمع الحق سماعا مفيدا (وَأَبْصارِهِمْ) فهم لا ينظرون إلى الحق نظر اعتبار (وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) الكاملون في الغفلة.
[١٠٩] (لا جَرَمَ) حقا (أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ) خسروا أنفسهم وكل شيء.
[١١٠] (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا) عذبوا ، أو تلفظوا بالكفر ، أو كانوا كفارا بغير عناد كأن الشيطان فتنهم (ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها) الهجرة والجهاد والصبر (لَغَفُورٌ رَحِيمٌ).