[٤٧] (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ) يطلبون منك أن تنزل عليهم العذاب كما أوعدتهم (وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ) أنه لا بد وأن يعذبهم حال يحين موعدهم (وَإِنَّ يَوْماً) من أيام عذابهم (عِنْدَ رَبِّكَ) في الآخرة (كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) في الدنيا.
[٤٨] (وَكَأَيِّنْ) وكم (مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها) أمهلتها (وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها) بالعذاب ، وهكذا أفعل بهؤلاء الكفّار (وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) مرجع الجميع إلى حسابي وجزائي.
[٤٩] (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) واضح.
[٥٠] (فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) غفران (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) يرزقونه مع كرامة.
[٥١] (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا) سعوا لأجل إبطال الآيات (مُعاجِزِينَ) يظنون أنهم يعجزونا فلا نقدر على تنفيذ مقاصدنا (أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ).
[٥٢] (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى) قرأ أحكام الله (أَلْقَى الشَّيْطانُ) الزوائد والأكاذيب (فِي أُمْنِيَّتِهِ) قراءته كما نرى أن المعاندين يزيدون في كلام الكبار ما يقصدون به التشويش وتنفيذ مأربهم (فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ) يبطله ببيان النبي أن هذا باطل ليس من الحكم المنزل (ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ) يبقيها محكمة بلا زيادة وتشويش (وَاللهُ عَلِيمٌ) بما يفعل الشيطان (حَكِيمٌ) في تدبيره.
[٥٣] (لِيَجْعَلَ) اللام للعاقبة أي إن عاقبة زيادة الشيطان فتنة المنافقين ، وحيث إن الله سبحانه يترك الشيطان ليلقي ما يشاء نسب الجعل إلى نفسه تعالى (ما يُلْقِي الشَّيْطانُ) من الزيادة (فِتْنَةً) امتحانا (لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) شك ونفاق لأن هؤلاء هم الذين يلتفون حول كل باطل ومشكوك (وَ) ل (الْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) أي الكفار الذين قست قلوبهم فلم يدخلها نور الإيمان ، فإنه فتنة لهم أيضا (وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ) خلاف (بَعِيدٍ) من الحق.
[٥٤] (وَلِيَعْلَمَ) عطف على (ليجعل) (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) المؤمنون الصادقون (أَنَّهُ) أي القرآن ، وما قرأه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ) فيزيد إيمانهم ، أي إن عاقبة إلقاء الشيطان زيادة نفاق وكفر أولئك وإيمان هؤلاء (فَتُخْبِتَ) تخضع (لَهُ) للقرآن (قُلُوبُهُمْ) بالإيمان والانقياد (وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا) يهديهم ما أشكل عليهم (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ).
[٥٥] (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ) شك (مِنْهُ) من القرآن (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ) القيامة أو الموت (بَغْتَةً) فجأة (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) لا خير فيه ، والمراد عذابهم على أيدي المؤمنين ، أو نزول العذاب الغيبي عليهم.