[٦٥] (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ) جعلها معدة لمنافعكم (وَ) سخر لكم (الْفُلْكَ) السفينة (تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ) ما فيها من الأجرام (أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) فإنه إذا أراد وقوع السماء على الأرض وقعت (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ) هي فوق الرحمة (رَحِيمٌ) ومن رحمته هيّأ لهم أسباب الراحة.
[٦٦] (وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ) أعطاكم الحياة بعد أن كنتم جمادا (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) في العالم الآخر (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) جحود لنعمة الله عليه.
[٦٧] (لِكُلِّ أُمَّةٍ) أهل دين (جَعَلْنا مَنْسَكاً) شريعة (هُمْ ناسِكُوهُ) عاملون بتلك الشريعة (فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ) بأن يقول أهل الكتاب والكفار لما ذا تعمل هكذا ، فإن الجواب إنّ كل أمة لهم شريعة ، وهذه شريعتي (وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) عبادته (إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ) أي أنك مستقيم.
[٦٨] (وَإِنْ جادَلُوكَ) في أمور الدين (فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ) فيجازيكم عليه.
[٦٩] (اللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) أيها المسلمون والكفّار (يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) من أمر الدين.
[٧٠] (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) ومنه أمر هؤلاء الكفّار (إِنَّ ذلِكَ) العلم مثبت (فِي كِتابٍ) هو اللوح المحفوظ (إِنَّ ذلِكَ) الثبت في الكتاب (عَلَى اللهِ يَسِيرٌ) سهل.
[٧١] (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) من الأصنام (ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً) حجة تدل على جواز عبادته (وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ) فلا علم ولا دليل على صحة عبادته (وَما لِلظَّالِمِينَ) أنفسهم بالشرك (مِنْ نَصِيرٍ) يدفع عنهم العذاب.
[٧٢] (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ) واضحات (تَعْرِفُ) ترى (فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ) الإنكار لما تكره نفوسهم من الآيات (يَكادُونَ يَسْطُونَ) يبطشون (بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا) يقرءون لهم آيات القرآن (قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ) أخبركم (بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ) من غيظكم على الذين يتلون ، و(كم) للخطاب ، هو (النَّارُ) في الآخرة (وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أي بئس النار مرجعا ومحلا لهم.