[٢١] (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى) في الدنيا على أيدي المسلمين (دُونَ) قبل (الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) في الآخرة (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) بأن يتوبوا ويسلموا.
[٢٢] (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها) بأن لم يقبلها (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) الذين أجرموا بالكفر والعصيان (مُنْتَقِمُونَ) في الدنيا والآخرة.
[٢٣] (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) كما أعطيناك (فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ) شك (مِنْ لِقائِهِ) لقائك للكتاب ، فأن أهل الكتاب كانوا يشككون المسلمين في أن القرآن ليس كتابا من عند الله (وَجَعَلْناهُ) أي كتاب موسى عليهالسلام (هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ).
[٢٤] (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ) من بني إسرائيل (أَئِمَّةً يَهْدُونَ) الناس (بِأَمْرِنا) حيث أمرناهم بالهداية (لَمَّا صَبَرُوا) جعلناهم أئمة (وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ) لإمعانهم النظر فيها.
[٢٥] (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ) بين أهل الكتاب المختلفين فيميز المحق من المبطل (يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) من أمر الدين.
[٢٦] (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) ألم يسبب هدايتهم ما رأوا وعلموا من إهلاك القوم الكافرين (كَمْ) للكثرة (أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ) الأمم (يَمْشُونَ) هؤلاء الكفار (فِي مَساكِنِهِمْ) حيث يمرون على أراضي عاد وثمود وقوم لوط (إِنَّ فِي ذلِكَ) الإهلاك (لَآياتٍ) عبرا (أَفَلا يَسْمَعُونَ) سماع تدبر.
[٢٧] (أَوَلَمْ يَرَوْا) آيات قدرتنا حيث (أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ) ماء المطر أو ماء العيون والأنهار (إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ) التي لا نبات فيها (فَنُخْرِجُ بِهِ) بواسطة الماء (زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ) من ذلك الزرع (أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ) هذه الآية فيستدلوا بها على عظيم قدرة الله.
[٢٨] (وَيَقُولُونَ) أي الكفار (مَتى هذَا الْفَتْحُ) أي نصر المؤمنين الذي تقولونه ، وهذا قالوه على سبيل الاستهزاء (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في كلامكم إن الله ينصركم علينا.
[٢٩] (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ) لأن الحرب توجب القتل والأسر فإذا آمنوا بعد الفتح لم ينفعهم في الأسر (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) إذ لا مهلة بعد الحرب.
[٣٠] (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) ولا تصر على دعوتهم بعد أن أظهروا العناد (وَانْتَظِرْ) لمجيء يوم الفتح (إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ) لأنهم ينتظرون القضاء على المسلمين وانتظر أنت حتى تظهر النتيجة.