[٦٨] (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) النفخة الأولى قبل القيامة لأجل إماتة الناس جميعا (فَصَعِقَ) مات (مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) كجبريل وبعض الملائكة حيث يميتهم الله بأمر آخر (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ) في الصور نفخة (أُخْرى) ثانية للإحياء (فَإِذا هُمْ) أي الناس (قِيامٌ) قائمون من قبورهم (يَنْظُرُونَ) ينتظرون أوامر الله فيهم.
[٦٩] (وَأَشْرَقَتِ) أضاءت (الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) لأن الشمس تكور وإنما ينير الله الأرض للحساب (وَوُضِعَ الْكِتابُ) أي جنس الكتاب الذي فيه أعمال الخلائق (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ) جاءوا بهم (وَالشُّهَداءِ) الذين يشهدون على أعمال الناس من الأئمة والملائكة (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) بين الناس (بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) فلا ينقص من ثواب محسن ولا يزاد في عقاب مسيء.
[٧٠] (وَوُفِّيَتْ) أعطيت جزاء (كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ) من خير وشر (وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ) في الدنيا فلا يفوته شيء هناك.
[٧١] (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ساقهم الملائكة (إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً) جماعات جماعات (حَتَّى إِذا جاؤُها) وصلوا إلى جهنم (فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها) الموكلون بجهنم (أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ) من جنسكم أيها البشر (يَتْلُونَ) يقرءون (عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ) ملاقات وحضور (يَوْمِكُمْ هذا) أي يوم القيامة (قالُوا بَلى) جاءتنا الرسل (وَلكِنْ حَقَّتْ) ثبتت (كَلِمَةُ الْعَذابِ) أي الكلمة التي قالها الله (لأملأن جهنم) (١) (عَلَى الْكافِرِينَ) وحين كنا معاندين لا ننظر في الحق ولا نعمل به حقت الكلمة علينا.
[٧٢] (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها) دائمين في جهنم (فَبِئْسَ) جهنم (مَثْوَى) مقام (الْمُتَكَبِّرِينَ) الذين تكبروا عن قبول الحق.
[٧٣] (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) رأوا مالا يوصف من النعم والمسرات (وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ) تكونون في سلامة دائمة (طِبْتُمْ) نفسا ، ولذا (فَادْخُلُوها خالِدِينَ) دائمين فيها إلى الأبد.
[٧٤] (وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) بالبعث والثواب (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ) بأن جعل أرض الجنة إرثا لنا (٢) ، أو المراد أورثنا الأرض في الدنيا كما وعد بقوله : (ليستخلفنهم في الأرض) (٣) (نَتَبَوَّأُ) ننزل (مِنَ) قصور (الْجَنَّةِ) وأماكنها (حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) الجنة.
__________________
(١) سورة هود : ١١٩ ، قال تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ).
(٢) لأن الله خلق لكل إنسان مكانا في الجنة ، فلما كفروا تركوا الجنة للمؤمنين.
(٣) سورة النور : ٥٥.