[٥٠] (قالُوا) أي الخزنة : لا تخفيف فقد ذهب وقت قبول الطلب (أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ) بالمعجزات فلم تستجيبوا وعاندتم (قالُوا) أي أهل النار : (بَلى) جاءت الرسل فكذبنا (قالُوا) أي الخزنة : (فَادْعُوا) أنتم ، حتى يخفف الله فإنا نعلم أن لا فائدة في الدعاء ، ولذا لا ندعو (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ) بتخفيف العذاب (إِلَّا فِي ضَلالٍ) ضياع فلا يجاب.
[٥١] (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) فإن الله ناصرهم ، كما نصر موسى وعيسى وإبراهيم ونوح ومحمد ولوط وصالح ويونس وشعيب وآدم ويوسف وغيرهم عليهمالسلام كما نصر المؤمنين ، أما قضية اضطهاد الأئمة الطاهرين عليهمالسلام فإنهم شاءوا ذلك لرفعة درجاتهم.
ولذا ورد أن النصر رفرف على الحسين عليهالسلام فلم يرده ، والأئمة عليهمالسلام كان بإمكانهم رفع الاضطهاد عن أنفسهم فلم يريدوها (وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) أي الشهود على الناس بما عملوا وذلك يوم القيامة.
[٥٢] (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ) عذرهم لأنه عذر باطل (وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ) الطرد عن رحمة الله (وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) الدار السيئة وهي جهنم.
[٥٣ ـ ٥٤] (وَلَقَدْ آتَيْنا) أعطينا (مُوسَى الْهُدى) ما يهتدي به الناس (وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ) أي أعطيناهم التوراة إرثا بعد موسى عليهالسلام (هُدىً) في حال كون الكتاب هداية (وَذِكْرى) مذكرا (لِأُولِي الْأَلْبابِ) أصحاب العقول.
[٥٥] (فَاصْبِرْ) يا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم على أذى المشركين (إِنَّ وَعْدَ اللهِ) بالنصر لك (حَقٌ) مطابق للواقع (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) فإن الأنبياء يعدون أمورهم البدنية الضرورية كالنوم والأكل وما أشبه ذنبا كما يرى من مدّ رجله في محضر الملك ، اضطرارا لوجع في رجله ، إنه ذنبا (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) نزّهه حامدا له (بِالْعَشِيِ) عصرا (وَالْإِبْكارِ) الصباح.
[٥٦] (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ) أي لأجل دفع آياته وإبطالها (بِغَيْرِ سُلْطانٍ) حجة (أَتاهُمْ) أي أعطاهم الله ، وإنما جدالهم عن عناد وهو ، لا عن حجة وهدى (إِنَ) ما (فِي صُدُورِهِمْ) الباعثة للجدال (إِلَّا كِبْرٌ) تكبر عن الحق وهو باعث الجدال (ما هُمْ بِبالِغِيهِ) لا يبلغون مرادهم في إبطال الآيات (فَاسْتَعِذْ) استجر يا رسول الله (بِاللهِ) من شرهم (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ) لأقوالكم (الْبَصِيرُ) بأفعالكم.
[٥٧] (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ) في أذهان الناس (مِنْ خَلْقِ النَّاسِ) ثانيا بعد الموت ، فالقادر على الأكبر قادر على الأصغر (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) لأنهم لا يتأملون.
[٥٨] (وَما يَسْتَوِي) لا يتساوى (الْأَعْمى) الكافر الذي لا يرى الطريق (وَالْبَصِيرُ) المؤمن (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِيءُ) أي لا يتساوى المؤمن والمسيء وهو الذي أساء في عقيدة أو عمل (قَلِيلاً ما) تأكيد للقلة (تَتَذَكَّرُونَ) تتعظون بالآيات.