[٤٧] (إِلَيْهِ) تعالى (يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ) أي إذا سئل عن الساعة أرجعوا السائلين عنها إلى الله إذ لا يعلمها إلّا هو وحده (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها) أوعيتها جمع كم : وعاء الثمرة (١) (وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى) طفلا (وَلا تَضَعُ) المولود (إِلَّا بِعِلْمِهِ) فإن علمه تعالى شامل لكل ذلك (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ) ينادي الله المشركين (أَيْنَ شُرَكائِي) الذين جعلتموهم لي شريكا (قالُوا آذَنَّاكَ) أعلمناك (ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) يشهد اليوم بأن لك شريكا.
[٤٨] (وَضَلَ) غاب (عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ) يعبدونه شريكا (مِنْ قَبْلُ) في دار الدنيا (وَظَنُّوا) أيقنوا بأنه (ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) مهرب عن العقاب.
[٤٩] (لا يَسْأَمُ) لا يمل (الْإِنْسانُ) الكافر (مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) من طلب السعة والنعمة (وَإِنْ مَسَّهُ) أصابه (الشَّرُّ) الضيق أو البؤس (فَيَؤُسٌ) شديد اليأس (قَنُوطٌ) من رحمة الله ، كما قال تعالى : (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) (٢).
[٥٠] (وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ) أصابته تلك الضراء (لَيَقُولَنَّ هذا) الخير (لِي) أستحقه بعملي (وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ) القيامة (قائِمَةً) تقوم ، ولذا أعمل في هذا الخير ما أشاء بلا تقيد بشرع أو عقل (وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي) في الآخرة فرضا (إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى) أي الخلة الجميلة ، كما أكرمني في الدنيا (فَلَنُنَبِّئَنَ) نخبرن (الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا) لنجازيهم عليه (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ) شديد هو عذاب النار.
[٥١] (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ) عن الشكر (وَنَأى) بعد (بِجانِبِهِ) جنبه عن الناس تبخترا (وَإِذا مَسَّهُ) أصابه (الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ) كثير.
[٥٢] (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ) القرآن (مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُ) منكم ، وضع مكانه الظاهر لشرح حالهم (مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ) خلاف الحق (بَعِيدٍ) عنه الحق ، أي لا أحد أضل منكم.
[٥٣] (سَنُرِيهِمْ) فإن الإراءة تدريجية (آياتِنا) حججنا وأدلتنا (فِي الْآفاقِ) أقطار السماوات والأرض (وَفِي أَنْفُسِهِمْ) من ضروب الأعضاء والأجهزة (حَتَّى يَتَبَيَّنَ) ليظهر (لَهُمْ أَنَّهُ) أي الذي تدعونهم إليه من التوحيد (الْحَقُ) المطابق للواقع (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) شاهد حاضر فيشهد على ما عملوا ويجازيهم عليه.
[٥٤] (أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ) شك (مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ) لقاء الله في الآخرة (أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) علما وقدرة فلا يفوته شيء.
__________________
(١) وفي لسان العرب : أكمام جمع كم بكسر الكاف ، وهو غلاف الثمر والحب قبل أن يظهر.
(٢) سورة يوسف : ٨٧.