كم رضيع لك
بالطفى قضى |
|
عاطشاً يقبض
بالراحة راحا |
أرضعته حُلُم
النبل دماً |
|
من نجيع الدم لا
الدرّ القراحا |
ولكم ربة خدر ما
رأى |
|
شخصها الوهم ولا
بالظن لاحا |
أصبحت ربّة كور
وبها |
|
ترقل العيس
غدواً ورواحا |
سلبت أبرادها
فالتحفت |
|
بوقار صانها عن
أن تباحا |
واكتست برداً من
الهيبة قد |
|
ردّ عنها نظر
العين التماحا |
لو تراها يوم
أضحت بالعرى |
|
جزعاً تندب
رحلاً مستباحا |
حيث لا من هاشم
ذو نخوة |
|
دونها في كربلا
يدمي السلاحا |
* * *
السيد عبد المطلب الحسيني ، ابن السيد داود بن المهدي بن داود بن سليمان الكبير. علم من أعلام الأدب ، كريم الحسب والنسب ، فجدّه لأبيه السيد مهدي بن داود وقد مرت ترجمته وعمّه السيد حيدر بن سليمان الذائع الصيت ، تجد مسحة حيدرية على شعره اكتسبها منه ، يقول الشيخ اليعقوبي في ترجمته : كان فصيح البيان جري اللسان كثير الحفظ ذكي الخاطر خصب القريحة مرهف الحس ، كان يعرض شعره على عمّه في حياته ورثاه بعد وفاته بثلاث قصائد ، وقد أطراه الشيخ محمد الجواد الشبيبي ـ شيخ الأدب في العراق ـ واليك نص ما قاله :
وقد أغرب مذ أعرب سيد بطحائها ( عبد المطلب ) عن رثاء لو وعته الخنساء لأذهلها عن صخر. ولد المترجم في الحلة حوالي سنة ١٢٨٠ ونشأ فيها وكان جلّ تحصيله الادبي من عمه السيد حيدر وخاض المعارك السياسية وكان صوته يجلجل بشعره وخطبه داعياً لجمع الكلمة والوحدة الإسلامية وأثار حماسة العشائر الفراتية بنظمه باللغتين الفصحى والدارجة حتى احرقت داره بعد ما نهبت ، وهذه قصائد الوطنية المنشورة يومذاك في صحف بغداد تشهد بذلك.