الشكر على النعم التي تمتع بها الآباء الذين حل بهم العذاب بكفرهم لها. (١)
ولم يكن هذا التفسير من الأُستاذ إلّا لأجل أنّ الاعتراف بالإحياء بعد الموت في الظروف المادية ممّا لا يصدقه العلم الحسي والتجربة ، فلأجل ذلك التجأ إلى تفسيره بما ترى ، وما أظن أنّ الأُستاذ يتفوّه بهذا التفسير في نظائر الآية في القرآن الكريم.
٤. أمر سبحانه بني إسرائيل بذبح البقرة ، وقال : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) إلى أن قال : ( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ). (٢)
ومجمل القصة هو انّ رجلاً قتل قريباً له غنياً ليرثه ، واختفى قتله له ، فرغب اليهود في معرفة قاتله ، فأمرهم الله أن يذبحوا بقرة ويضربوا بعض المقتول ببعض البقرة فانّه يحيى ، ويخبر عن قاتله.
وهذا هو ما اختاره الجمهور في تفسير الآية ، وهو صريح قوله سبحانه :
( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ ).
وأمّا الأُستاذ فقد سلك طريقاً آخر تحت تأثير موقفه المسبق من المعاجز والكرامات وخوارق العادة ، فهو بعد ان نقل رأي الجمهور ، قال : قالوا : إنّهم ضربوه فعادت إلى المقتول الحياة ، وقال : قتلني أخي ، أو ابن أخي فلان ، قال : والآية ليست نصاً في مجمله فكيف بتفصيله ؟
______________________
١. تفسير المنار : ١ / ٣٢٢.
٢. البقرة : ٦٧ ـ ٧٣.