بلغت اثنا عشر فصلاً ، قد خلت عنها سائر التفاسير وسمّيت التفسير بـ « مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار » واستعيذ بالله السميع العليم من القول فيها برأي واستبداد دون رواية واسناد ، والخوض في أسرارها ومعانيها جزافاً وإسرافاً دون العرض على ميزان الحقّ والباطل ، وإقامة الوزن بالقسط وتقرير الحقّ وتزييف الرأي المقابل له. (١)
ثمّ إنّه ذكر في الفصل الثامن معنى التفسير والتأويل وبما انّ لأكثر كلامه مسحة من الحق نأتي به.
يقول : ثمّ التأويل المذكور في القرآن علىٰ أقسام :
منها : تأويل الرؤيا بمعنى التعبير ( هـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ ). (٢)
ومنها : تأويل الأحاديث ( وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ). (٣)
ومنها : تأويل الأفعال ( ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ). (٤)
ومنها : الرد إلى العاقبة والمال : ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ). (٥)
ومنها : الرد إلى الله والرسول ( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ). (٦)
ومنها : تأويل المتشابهات ( فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ). (٧)
وفي القرآن أحكام المفروغ ، وأحكام المستأنف ، وأحكام متقابلات على
______________________
١. مفاتيح الأسرار : ١ / ٢.
٢. يوسف : ١٠٠. |
٣. يوسف : ٦. |
٤. الكهف : ٨٢. |
٥. الأعراف : ٥٣. |
٦. النساء : ٥٩. |
٧. آل عمران : ٧. |