مثلاً يقول أبو عبيدة : ومن المحتمل من مجاز ما اختصر وفيه مضمر ، قال : ( وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا ) (١) فهذا مختصر فيه ضمير مجازه : « وانطلق الملاء منهم » ثم اختصر إلى فعلهم وأضمر فيه وتواصوا أن امشوا ، أو تنادوا : أن امشوا ، أو نحو ذلك.
وفي آية أُخرى : ( مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهـٰذَا مَثَلًا ) (٢) فهذا من قول الكفّار ، ثم اختصر إلى قول الله ، وأُضمر فيه قل يا محمّد ، ( يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا ) (٣) فهذا من كلام الله.
ومن مجاز ما حُذف وفيه مضمر ، قال : ( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ) ، (٤) فهذا محذوف فيه ضمير مجازه : واسأل أهل القرية ، ومَن في العير.
وقد طبع الكتاب وانتشر.
٣. « معاني القرآن » لأبي إسحاق الزجاج ( المتوفّـى ٣١١ هـ ) يحدّد ابن النديم تاريخ تأليف هذا الكتاب في نص قرأه على ظهر كتاب المعاني : ابتدأ أبو إسحاق إملاء كتابه الموسوم بمعاني القرآن في صفر سنة ٢٨٥ هـ وأتمّه في شهر ربيع الأوّل سنة ٣٠١ هـ.
والكتاب بعد مخطوط ومنه نسخ متفرقة في المكتبات.
٤. « تلخيص البيان في مجازات القرآن » : تأليف الشريف الرضي أبي الحسن ، محمد بن الحسين ( ٣٥٩ ـ ٤٠٦ هـ ).
يقول في أوّله : إنّ بعض الإخوان جاراني وذكر ما يشتمل عليه القرآن من عجائب الاستعارات وغرائب المجازات ، التي هي أحسن من الحقائق مَعْرضاً ،
______________________
١. ص : ٦. |
٢ و ٣. البقرة : ٢٦. |
٤. يوسف : ٨٢. |