كتاب الله المنزل على رسوله بلا زيادة ولا نقيصة ، ويعرف ذلك من تصريحاتهم تارة ، وإشاراتهم أُخرى ، ونذكر شيئاً قليلاً من ذلك :
١. قال أمير المؤمنين عليهالسلام : « أنزل عليكم الكتاب تبياناً لكلّ شيء ، وعمّر فيكم نبيّه أزماناً ، حتى أكمل له ولكم ـ فيما أنزل من كتابه ـ دينه الذي رضي لنفسه ». (١)
والخطبة صريحة في إكمال الدين تحت ظل كتابه ، فكيف يكون الدين كاملاً ومصدره محرّفاً غير كامل ؟! ويوضح ذلك انّ الإمام يحثّ على التمسّك بالدين الكامل بعد رحيل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو فرع كمال مصدره وسنده.
٢. وقال عليهالسلام : « وكتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيا لسانه ، وبيت لا تهدم أركانه ، وعزٌّ لا تهزم أعوانه ». (٢)
٣. وقال عليهالسلام : « كأنّهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم ». (٣)
وفي رسالة الإمام الجواد إلى سعد الخير (٤) : « وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه ، وحرّفوا حدوده ». (٥)
وفي هذا تصريح ببقاء القرآن بلفظه ، وانّ التحريف في تطبيقه على الحياة حيث لم يطبقوا أحكامه في حياتهم ، ومن أوضح مظاهره منع بنت المصطفى عليهاالسلام من إرث والدها مع أنّه سبحانه يقول : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ
______________________
١. نهج البلاغة : الخطبة ٨٦. |
٢. نهج البلاغة : الخطبة ١٣٣. |
٣. نهج البلاغة : الخطبة : ١٤٧.
٤. هو من أولاد عمر بن عبد العزيز ، وقد بكى عند أبي جعفر الجواد لاعتقاده أنّه من الشجرة الملعونة في القرآن ، فقال الإمام عليهالسلام له : « لست منهم وأنت منّا ، أما سمعت قوله تعالى : ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ). ( لاحظ قاموس الرجال : ٥ / ٣٥ ) ومنه يعلم وجه تسميته بالخير.
٥. الكافي : ٨ / ٥٣ ح ١٦.