وقيل (١) : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) ، يعني : من عد (٢) من الرسل والأنبياء.
وقيل : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) ، يعني : أهل قرابتك وأهل وصلتك ، فقد وكلنا بها قوما من غير أهل قرابتك ليسوا بها بكافرين.
وقيل (٣) : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ) ، يعني : أهل زمانك ، (فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً) : من تقدمهم من آبائهم وأجدادهم ، (لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ).
وقيل (٤) : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ) ، يعني : أهل الأرض ، (فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً) ، يعني :
أهل السماء ، (لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ).
قال (٥) الحسن (٦) ـ رحمهالله ـ : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ) ، يعني : أمتك ، فقد وكل الله بها النبيين والصالحين من الأمم الخالية ، (لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ) ، والله أعلم بذلك وهو كما ذكرنا.
وقوله ـ عزوجل ـ : (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ).
يحتمل [فبهديهم الذي هدوا هم](٧) اهد أنت أمتك.
__________________
ـ ابن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ، وهما أبناء قيلة نسبوا إلى أمهم ، فولد الخزرج خمسة نفر : جشم ، وعوف ، والحارث ، وعمرو ، وكعب ، وولد الأوس مالكا ، فمنه تفرقت قبائل الأوس وبطونها. ينظر المطلع ص ٢٢٠.
(٨) المهاجرون : جمع مهاجر ، اسم فاعل من هاجر بمعنى هجر ، ضد وصل ، ثم غلب على الخروج من أرض إلى أرض ، وترك الأولى للثانية. والهجرة : هجرتان إحداهما : أن يدع الرجل أهله وماله ، وينقطع بنفسه إلى مهاجره ، ولا يرجع من ذلك بشيء.
والثانية : هجرة الأعراب ، وهي أن يدع البادية ، ويغزو مع المسلمين ، وهي دون الأولى في الأجر ، وكلاهما يسمى مهاجرا. ينظر المطلع ص ٢١٩ ـ ٢٢٠.
(١) أخرجه ابن جرير (٥ / ٢٦٠ ـ ٢٦١) (١٣٥٣٣ ، ١٣٥٣٤) عن قتادة ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٥٢) وزاد نسبته لعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) في ب : عده.
(٣) قال القرطبي (٧ / ٢٤) أي كفار عصرك يا محمد ، صلىاللهعليهوسلم.
(٤) أخرجه ابن جرير (٥ / ٢٦٠) (١٣٥٣١) عن أبي رجاء العطاردي. بنحوه وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٥٢) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن أبي جابر العطاردي.
(٥) في ب : وقال.
(٦) ذكره الرازي في تفسيره بنحوه (١٣ / ٥٦) وقال : وهو اختيار الزجاج ، وابن عادل في اللباب (٨ / ٢٦٩) وعزاه لقتادة والحسن والزجاج.
(٧) في أ : فبهداهم الذين هدوا منهم.