(أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى) [النجم : ٢١ ، ٢٢] ، وقال : (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ) ، وقال : (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) [الزخرف : ١٧]
قال : أنفتم (١) أنتم من البنات ؛ كيف نسبتم البنات إليه؟!
في هذه الآية تصبير لرسول الله صلىاللهعليهوسلم على أذاهم بقوله ، مع كثرة ما كان لهم من الله من النعم والمنن يشركون في عبادته غيره ؛ فأنت إذا لم يكن منك إليهم شيء من ذلك [فأولى](٢) أن تصبر على أذاهم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ).
أي : يعلمون هم أن ليس له ولد ولا شريك ؛ ولكن كانوا يكابرون ، ويحتمل (بِغَيْرِ عِلْمٍ) : على جهل يقولون ذلك.
وقوله ـ عزوجل ـ : (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ).
هو حرف تعظيم وتنزيه جعل (٣) فيما بين الخلق : به يعظمون ، وبه ينزهون ، وبه ينفون كل عيب فيهم ؛ فعلى ذلك ذكر عند وصف الكفرة بالولد والشريك والعيوب ؛ تنزيها وتبرئه عن كل عيب وصفة ، وتعاليا عن جميع ما قالوا فيه ، وهو ـ والله أعلم ـ كما يقولون (٤) : معاذ الله ؛ تعظيما وتبريئا من (٥) ذلك.
وفي قوله : (سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ) نقض قول المعتزلة ؛ [لقولهم](٦) : إن صفات الله ليست إلا وصف الواصفين ، فلو لم يكن [إلا وصف الواصف](٧) لا غير لكان لا معنى لذم بعض الواصفين وحمد بعضهم ؛ فثبت أن في ذلك صفة سوى وصف الواصفين.
وقوله ـ عزوجل ـ : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ).
__________________
ـ الله وابتهل إليه فأعاد حفظ التوراة إلى قلبه فأنذر قومه به فلما جربوه وجدوه صادقا فيه فقالوا ما تيسر لهذا العزير دون سواه إلا لأنه ابن الله وهذه شبهة واهية لا يصح الاستناد إليها لأن إجابة المطلب مرتبطة بالقبول والقرب من الله والخضوع لأوامره واجتناب نواهيه لا بالبنوة كما يزعمون.
ينظر : الدرر السنية في تنزيه الحضرة الإلهية لأحمد المستكاوي (٣٠ ـ ٣٥).
(١) في أ : أنفقتم.
(٢) سقط في ب.
(٣) في ب : جعلهم.
(٤) في ب : يقال.
(٥) في أ : عن.
(٦) سقط في ب.
(٧) سقط في أ.