اللون والمنظر متشابها في الطعم والأكل ؛ ليعلموا أن منشئها واحد ، وأنه حكيم أنشأها على حكمة ، وأنه مدبر : أنشأها عن تدبير ، لم ينشئها عبثا.
[و](١) من الناس من يقول (٢) : إن قوله : (مُتَشابِهاً) في الذي ذكر ، وهو الرمان (٣) والزيتون (٤) ؛ لأن ورقهما متشابه ، والثمرة مختلفة.
ومنهم من يقول : فيهما وفي غيرهما ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ).
كأنه قال : كلوا من ثمره إذا أثمر ، ولا تحرّموا ؛ خرج على مقابلة ما كان منهم من التحريم ، أي كلوا منها ، ولا تحرموا ؛ ليضيع ويفسد.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ).
ذكر ـ عزوجل ـ الإيتاء مما يحصد بعد ذكر النخيل ، والزرع ، والزيتون ، والرمان ، حبّا وغير حب ، وما يقع فيه الكيل وما لا يقع ، مجملا عاما ولم يفصل بين قليله وكثيره.
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) ينظر تفسير البغوي والخازن (٢ / ٤٥٤).
(٣) هو شجر مثمر من الفصيلة الآسية التي تشمل الآس ، والغوافة ، والقرنفل ، والأوكالبتوس وغيرها.
وثمرته الرمانة وهي مستديرة صلبة القشرة. في داخلها جيوب ذات بذور كثيرة ، وزهره أحمر جميل يسمى (الجلنار) وهذا معرب كلمة (كلنار) الفارسية التي معناها (ورد الرمان) وثمرته أنواع : حلو وحامض ومز ، ومنه ذو نوى ، وبغير نوى.
عرف الرمان منذ القديم ، وذكر في كتابات قديمة كثيرة ، وشوهدت صوره منقوشة على جدران المعابد القديمة وغيرها.
قيل : أصله من قرطاجة ، أو من غربي جنوب آسية ، وزرع في إيران قديما ، وكان مزروعا في حدائق بابل المعلقة ، وفي بعض المناطق الحارة والجافة ، ونقل إلى أوربة ومنطقة البحر المتوسط في عصور متأخرة.
ينظر معجم النباتات ص ٢٤٥.
(٤) هو شجر مثمر زيتي من الفصيلة الزيتونية يعتبر من أقدم النباتات التي عرفها الإنسان وغرسها واستثمرها ، واستخرج زيتها الثمين واستعمله في الأكل والدواء وغيرهما.
عرفته مصر في القرن السابع عشر قبل المسيح ، وورد ذكره في كتابات صينية قبل خمسة آلاف سنة ، وذكر كثيرا في التوراة وفي الأناجيل ، وفي المخطوطات الإغريقية والرومانية وفي الشعر العربي القديم وذكره في القرآن الكريم في سبع سور ، ووصفت الزيتونة بأنها (شجرة مباركة) وروي عن النبي قوله «كلوا الزيت وادهنوا به ، فإنه من شجرة مباركة» وتغنى به شعراء العرب ، منهم ابن وكيع القائل :
انظر إلى زيتوننا |
|
فيه شفاء المهج |
بدا لنا كأعين |
|
شهل وذات دعج |
مخضرة زبرجد |
|
مسودة من سبج |
ينظر معجم النباتات ص ٢٦٥.