لقوم ، بشير لقوم آخرين : نذير في حال ، وبشير في حال.
وقوله ـ عزوجل ـ : (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).
هو على الوعيد وروي عن النبي أنه كان إذا كبر للصلاة ، أتبع التكبير بهذه الآية : (إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي ...) إلى آخره (١).
وعن علي ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا افتتح الصلاة كبّر ، ثم قال : (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الأنعام : ٧٩](إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي ...) إلى قوله تعالى (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)(٢).
وذكر أنه كان يدعو بعد ذلك دعاء طويلا.
وروي عن عائشة (٣) ، وأبي سعيد الخدري أنهما قالا كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذاء منكبيه ، ثم يقول : «سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك».
فكان أبو حنيفة ـ رحمهالله ـ يختار من ذلك هذا في الفرائض (٤).
وكذا روي عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه قام إلى الصلاة ، فكبر ، ثم قال : «سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك» (٥).
[وكذلك روي عن أبي سعيد أنه كان إذا افتتح الصلاة قال : «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك»](٦).
__________________
(١) أخرجه مسلم في صحيحه (١ / ٥٣٤) كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (٢٠١ / ٧٧١).
وأحمد في المسند (١ / ٩٤) ، وأبو داود (١ / ٢٦٠ ـ ٢٦١) في كتاب الصلاة ، باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء (٧٦٠).
(٢) أخرجه الترمذي (٢٤٣) ، وابن ماجه (٨٠٦) ، وأبو داود (٧٧٦) ، وابن خزيمة (٤٧٠).
(٣) أخرجه أحمد (٣ / ٥٠) ، (٣ / ٦٩) ، والدارمي (١٢٤٢) وابن ماجه (٨٠٤) ، والترمذي (٢٤٢) ، والنسائي (٢ / ١٣٢) وفي الكبرى (٨٨٢ ، ٨٨٣).
(٤) ينظر بدائع الصنائع (١ / ٢٠٢) ، العناية شرح الهداية (١ / ٢٨٨).
(٥) أخرجه مسلم (١ / ٢٩٩) كتاب الصلاة : باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة (٥٢ / ٣٩٩) موقوفا على عمر بن الخطاب. وذكره الزيلعي في نصب الراية (١ / ٣٢٢) ، وقال : موقوف أخرجه مسلم في صحيحه عن عبدة بن أبي لبابة عن عمر ا. ه ، قال المنذري : وعبدة لا يعرف له سماع من عمر.
وقال الدار قطني في العلل : وقد رواه إسماعيل بن عباس عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن أبي إسحاق السبيعي عن الأسود عن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم وخالفه إبراهيم النخعي فرواه عن الأسود عن عمر وهو الصحيح.
(٦) سقط في أ.