الغفلة والجهل.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ).
قيل (١) : الزلزلة.
وقيل (٢) : الصيحة ، وقال في آية أخرى [فأخذتهم الصيحة](٣) [وقال فى آية أخرى] : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ) [الذاريات : ٤٤] ، والقصة في ذلك كله واحد ، فجائز أن يكون ذلك واحدا ، وإن اختلفت ألفاظه ، وهو عبارة عن العذاب ، وجائز أن تكون الصيحة لما صيح بهم صعقوا جميعا فماتوا ، وهو واحد.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ).
قيل (٤) : ميتين و [قيل](٥) لازقين بالأرض قد ماتوا وذهبوا ، ويقال : جثم الطائر (٦) : إذا لزق بالأرض ، يقال : أجثمته ، أي : ألزقته بالأرض ، والمجثمة (٧) يقال : طائر يشد جناحاه
__________________
ـ قوله : (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) أي حالة لا سبيل إلى إصلاحها بالنسبة لضعفي ومداواته إلى رياضته وهي الحالة المشار إليها بقول الشاعر :
ومن العناء رياضة الهرم
وقيل : عتيا : طويلا. يقال : ليل عات ، أي : طويل. وأنشد لجرير :
وحط المنقري بها فحطت |
|
على أم القفا والليل عات |
وكل من انتهى شبابه يقال فيه : عتا عتوّا وعتيّا وعتيّا ، بمعنى يبس جلده ، وهو كناية عن طول العمر لأن ذلك يلازمه.
ينظر : عمدة الحفاظ (٣ / ٣٦ ، ٣٧).
(١) انظر تفسير الخازن والبغوي (٢ / ٥٣٨).
(٢) أخرجه ابن جرير (٥ / ٥٣٩) (١٤٨٣٨) ، (١٤٨٣٩) ، (١٤٨٤١) عن مجاهد ، وفي (١٤٨٤٠) عن السدي ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ١٨٤) وزاد نسبته لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(٣) سقط في أ.
(٤) أخرجه ابن جرير (٥ / ٥٣٩) (١٤٨٤٢) عن ابن زيد ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ١٨٤) وعزاه لعبد ابن حميد عن قتادة.
(٥) سقط في أ.
(٦) الجثوم : البروك ، وأصله في الطائر ؛ يقال : جثم الطائر ، إذ قعد ولطئ بالأرض. وقيل : الجثوم في الناس والطير بمنزلة البروك في الإبل.
وجثمان الإنسان : شخصه قاعدا. ورجل جثمة وجثّامة كناية عن النئوم والكسلان والمجثمة : هي المصبورة ، أي : دابة تربط وتجعل عرضا. فقوله تعالى : (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) أي : باركين على ركبهم. وقيل : ملقى بعضهم فوق بعض. ينظر عمدة الحفاظ (١ / ٣٥٤).
(٧) المجثمة : ـ بفتح الجيم وتشديد الثاء المثلثة ـ هي التي تلقى على الأرض مربوطة وتترك حتى تموت روى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلىاللهعليهوسلم نهى عن الجلّالة وعن المجثمة وعن الخطفة.
ينظر : حياة الحيوان (٢ / ٣٨٠).