وقيل : مشارق الأرض ومغاربها : أن فضلوا (١) على أهل مشارق الأرض ومغاربها ؛ كقوله : (وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) [الجاثية : ١٦] قيل : على عالمي هذا الزمان (٢) ، ثم تفضيله إياهم على البهائم بالجوهر ، والخلقة ، وعلى الجن بالرسالة والنبوة والمنافع ، وعلى جوهرهم من بني آدم بالرسالة والحكمة والملك ؛ كقوله : (وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ) [المائدة : ٢٠].
وقوله ـ عزوجل ـ : (الَّتِي بارَكْنا فِيها).
قيل (٣) : أرض الشام (٤).
وقيل (٥) : أرض مصر ونواحيها.
وقيل (٦) : سماها مباركة (٧) لأنها مكان الأنبياء ـ عليهمالسلام.
وقيل : مباركة لكثرة أنزالها وسعتها.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى).
__________________
ـ والحسين.
ينظر : عمدة الحفاظ (٣ / ٣٥٧) ، ومعجم أعلام القرآن (مادة ذو القرنين) ، والنهاية (٤ / ٥١ ، ٥٢).
(١) في أ : تفضلوا.
(٢) في أ : عالمي زمانهم.
(٣) أخرجه ابن جرير (٦ / ٤٣ ـ ٤٤) (١٥٠٥٣ و١٥٠٥٤ و١٥٠٥٥) عن الحسن البصري (١٥٠٥٦ و١٥٠٥٧) عن قتادة ، وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢٠٨) وزاد نسبته لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن عساكر عن قتادة والحسن البصري ، ولابن عساكر عن زيد بن أسلم.
(٤) الشأم : مهموز الألف ، وقد لا يهمز ، وهو البلد المعروف ، قيل : إنه سمي بشامات هناك حمر وسود. ولم يدخلها سام بن نوح قط ، كما قال بعض الناس : إنه أول من اختطها ، فسميت به ، واسمه سام بالسين المهملة ، فعرب ، فقيل : شام ، بالشين المعجمة.
وكانت العرب تقول : من خرج إلى الشام نقص عمره ، وقتله نعيم الشام.
وسميت بالشام لتشؤّم بني كنعان بن حام إليها ، أو لأن سام بن نوح أول من نزلها ، فجعلت السين شينا ، وكان اسمها الأول : سوري. وحدها من الفرات إلى العريش طولا وعرضا من جبلي طيئ إلى بحر الروم ، بها من أمهات المدن : منبج وحلب وحماة وحمص ودمشق وبيت المقدس ، وفي سواحلها : عكا وصور وعسقلان.
ينظر : معجم ما استعجم (٣ / ٧٧٣) ، ومراصد الاطلاع (٢ / ٧٧٥).
(٥) ذكره السيوطي في الدر (٣ / ٢١١) وعزاه لأبي الشيخ عن الليث بن سعد ، والبغوي في التفسير (٢ / ١٩٤) وأبو حيان في البحر المحيط (٤ / ٣٧٥).
(٦) ذكره بمعناه السيوطي في الدر (٣ / ٢٠٩) وعزاه لابن عساكر عن كعب ، وكذا أبو حيان في البحر (٤ / ٣٧٥).
(٧) في ب : سماه مباركا.