قوله تعالى
(إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً)
قيل : أراد نوحا ؛ لأنه المتقدم ذكره.
قيل : كان صلىاللهعليهوسلم (١) «إذا أكل قال : الحمد الله الذي أطعمني ولو شاء لأجاعني ، وإذا شرب قال الحمد الله الذي سقاني ولو شاء لأظمأني ، وإذا اكتسى قال الحمد لله الذي كساني ولو شاء أعراني ، وإذا احتذى قال : الحمد لله الذي حذاني ولو شاء أحفاني ، وإذا قضى الحاجة قال : الحمد الله الذي أخرج عني أذاه في عافية ولو شاء حبسه».
وروي أنه كان إذا أراد الإفطار عرض طعامه على من آمن به ، فإن وجد محتاجا آثره به.
وقيل : أراد موسى صلىاللهعليهوسلم ؛ لأنه قد جرى ذكره.
وقيل : محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنه افتتح السورة باسمه ، والوجه هو الأول.
قوله تعالى
(وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) [الإسراء : ١١]
في معنى هذا وجوه :
الأول : مروي عن ابن عباس ، وقتادة ، ومجاهد والأصم ، وأبي علي : أن المراد أن الإنسان حالة غضبة يدعو على نفسه ، وولده بالشر ، كما يدعو لنفسه وولده بالخير حال سكونه من الغضب ، فيقول : الله م هب لي النعم من الأولاد والأموال ، ونحو ذلك ، وحال الغضب يلعن ولده ويدعو الله بإصابته ، ولو استجاب الله سبحانه لأهلكه ، ولكنه تعالى لا يستجيب ذلك.
__________________
(١) يعني نوحا عليهالسلام.