الدين ؛ من اتباع بدعة ، أو شهادة زور ، أو غير ذلك ، وتدل على حسن الصبر على أمور الدين.
وهو ينقسم كما تقدم : صبر على الطاعة ، وعلى ترك المعصية ، وعلى المصيبة ، ومنه الصبر على الأذى.
ويؤخذ من سبب النزول : أنه يستحب للحاكم تخويف المتداعيين وتحذيرهما من الوقوع في الإثم ؛ لأنه صلىاللهعليهوآلهوسلم تلا الآية وكان ذلك سببا في الإقرار والسلامة من الظلم ، وفي حديث المتلاعنين قال صلىاللهعليهوآلهوسلم للملاعنة : «إنه لرجم في ظهرك بالحجارة خير لك من عذاب الله».
قوله تعالى
(فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) [النحل : ٩٨]
المعنى فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ كقوله تعالى : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) وكقولك : إذا أكلت فسم الله ،
وإنما عبر بالفعل عن الإرادة ؛ لأن الفعل يحصل عندها فاشتدت الملابسة بينهما.
وقال أبو هريرة ، وداود ، ومالك : إن التعوذ بعد القراءة ذهابا إلى ظاهر اللفظ ، والقول الأول هو قول الأئمة وعامة العلماء.
وإنما حملت القراءة على إرادتها ؛ لما روى زيد بن علي ، والمؤيد بالله بالإسناد إلى علي عليهالسلام أنه كان يتعوذ قبل القراءة ، ولأن القارئ لما كان لا يخلو من الوسوسة من الشيطان أمر بالاستعاذة منه قبل القراءة : فكان المراد بالاستعاذة لأجل القراءة وحمل الأمر على الندب.
قال الحاكم : لأنه سنة بالإجماع.