سورة مريم ـ عليهاالسلام ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى :
(إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا) [مريم : ٣]
قيل : كان دعاء زكريا عليهالسلام حفية ؛ لأنه أبلغ في التضرع ، وأبعد من الرياء ، فيكون أقرب إلى الإجابة ، وهذا مروي عن ابن جريج.
وفي الحديث عنه عليهالسلام : «خير الذكر الخفي» فيدل هذا على أن الأفضل دعاء السر ، فإن أمن على نفسه من الرياء ، وقصد التعليم كان الجهر أفضل ، كما قيل في دعاء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وقيل : إنما دعا خفية لئلا يلام على طلب الولد في إبان الكبر والشيخوخة.
وهذا يدل أنه ينبغي تجنب ما يكون سببا في اللوم ، وعليه الحديث عنه عليهالسلام : «دع ما عند الناس إنكاره ، وإن كان عندك اعتذاره».
وقيل : أخفاه خوفا من مواليه الذين خافهم.
وقيل : خفت صوته لضعفه وهرمه ، كما جاء في صفة الشيخ : صوته خفات ، وسمعه تارات.
واختلف في سن زكريا الذي دعا فيه ، فقيل : ستون ، وقيل : خمس وستون ، وقيل : سبعون ، وقيل : خمس وسبعون ، وقيل : خمس وثمانون.