وقيل : هو عطف على قوله : (لِيُضِلُّوا) ، واللام في ليضلوا لام العاقبة ، كقوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) قال الشاعر :
[له ملك ينادي كل يوم] |
|
لدوا للموت وابنوا للخراب |
وقال جار الله : لما علم موسى عليهالسلام من حالهم بالتجربة وطول الصحبة أن إيمانهم كالمحال ، أو أعلمه الله تعالى ذلك اشتد غضبه عليهم فدعا عليهم بما علم أنه لا يكون غيره ، كما تقول : لعن الله إبليس ، وأخزى الله الكفرة ، مع علمك أنه لا يكون غير ذلك.
فحصل من كلام المفسرين أنه لا يجوز الدعاء بالضلال لمن لم يقطع بأنه من أهل النار ، وقد قال جار الله ـ رحمهالله ـ : من كره إيمان الكافر وأحب بقاءه على الكفر فهو كافر ؛ لأن الرضاء بالكفر كفر.
قوله تعالى
(أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [يونس : ٩٩]
قال جار الله : المراد إكراه القهر والإلجاء : يعني أن ما ذلك إلى الله تعالى لا إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنه تعالى قال : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ) يعني مشيئة إكراه وإلجاء ، فلا يكون في ذلك دلالة على أنه تعالى لا يريد أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يكره الكفار ، بل الله تعالى يريد منا إكراه الكفار على الإسلام ؛ لأنه تعالى قد أمرنا بجهادهم ، والتوعد لهم بالسيف إن لم يؤمنوا.