قوله تعالى
(وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ) [الإسراء : ٧٣ ـ ٧٥]
[سبب النزول]
قيل : سبب النزول أن قريشا قالوا له صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ندعك تستلم الحجر الأسود حتى تلمّ (١) بآلهتنا فحدث نفسه وقال : ما عليّ أن ألمّ بها والله يعلم أني لها كاره ، ويدعونني استلم الحجر الأسود فنزلت : عن سعيد بن جبير.
وقيل : قالوا له : كف عن سب آلهتنا ، وتسفيه أحلامنا ، واطرد هؤلاء العبيد حتى نجالسك ، فطمع في الإسلام فنزلت : عن الأصم.
وقيل : خلوا به ليلة يكلمونه ويسألونه فكاد يقاربهم فنزلت : عن قتادة.
وقيل : نزلت في وفد ثقيف قالوا : نبايعك على أن تعطينا ثلاثا : لا ننحني في الصلاة ، ولا يكسر أصنامنا غيرنا ، وتمتعنا بآلهتنا سنة ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود ، وأما كسر أصنامكم بأيديكم فذلك لكم ، وأما الطاعة للات فإني غير ممتعكم بها».
وروي أنهم قالوا : أجل لنا سنة حتى نهدي لآلهتنا ، فهمّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بتأجيلهم فنزلت ، وأنكر ذلك الأصم.
__________________
(١) أي تلمس آلهتنا تمت.