وقيل : طستا من ذهب مملوءة ذهبا. وقيل : حكمها.
فلما كان يوم عيد قام موسى فقال : يا بني إسرائيل من سرق قطعناه ، ومن افترى جلدناه ، ومن زنى وهو غير محصن جلدناه ، ومن أحصن رجمناه. فقال قارون : وإن كنت أنت؟
قال : وإن كنت أنا ، قال : فإن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة ، فأحضرت فناشدها موسى بالذي فلق البحر لموسى ، وأنزل التوراة أن تصدق فتداركها الله سبحانه فقالت : كذبوا ، بل جعل لي قارون جعلا على أن أقذفك بنفسي ، فخر موسى ساجدا يبكي وقال : يا رب إن كنت رسولك فاغضب لي ، فأوحى الله إليه أن مر الأرض بما شئت فإنها مطيعة لك فقال : يا بني إسرائيل إن الله بعثني إلى قارون ، كما بعثني إلى فرعون فمن كان معه فليلزم مكانه ، ومن كان معي فليعتزل ، فاعتزلوا جميعا غير رجلين ، ثم قال : يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى الركب ، ثم قال : خذيهم فأخذتهم إلى الأوساط ، ثم قال : خذيهم فأخذتهم إلى الأعناق ، وقارون وقومه يتضرعون إلى موسى عليهالسلام وينشادونه بالله وبالرحم ، وموسى لا يلتفت إليهم لشدة غضبه ، ثم قال : خذيهم فانطبقت عليهم ، فأوحى الله إلى موسى عليهالسلام : «ما أفظك استغاثوا بك مرارا فلم ترحمهم ، أما وعزتي لو إياي دعوا مرة واحدة لوجدوني قريبا مجيبا»
فأصبحت بنو إسرائيل يتناجون بينهم إنما دعا موسى على قارون ليستبد بداره وكنوزه ، فدعا الله حتى خسف بداره وأمواله.
قوله تعالى
(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [القصص : ٨٣]
اختلف المفسرون في العلو والفساد المذكورين هنا :