.................................................................................................
______________________________________________________
له تشخص ووجود. فان فرض ان لهذا اللفظ الواحد استعمالين فقد فرض له لحاظان فإنه ليس معنى الاستعمال للفظ الّا لحاظه ، ولازم ذلك ان يكون لهذا اللفظ وجودان وتشخصان آليان : وهو معنى اجتماع المثلين.
وبعبارة ثالثة : ان اللفظ الذي هو ملحوظ واحد لا يعقل أن يلحظ بلحاظين في آن واحد ، وقد فرض ان هناك استعمالين وليس الاستعمال الّا اللحاظ ، فيجتمع لحاظان على ملحوظ واحد وهو من اجتماع المثلين ، فكما لا يعقل ان يكون لهوية شخصية واحدة وجودان خارجيان كذلك لا يمكن ان يكون لها وجودان ذهنيان.
ويمكن بيان الاستحالة بوجه آخر : وهو أن معنى استعمال اللفظ في اكثر من معنى ان يكون للفظ الواحد استعمالان ، وحيث فرض ان اللفظ واحد ، فلا يكون له الا لحاظ واحد ، وقد فرض ان له استعمالين فلا بد ان يكون له لحاظان ، إذ ليس حقيقة الاستعمال الّا نفس لحاظ اللفظ وجها للمعنى فيلزم ان يكون هذا اللحاظ الواحد بما هو لحاظ واحد لحاظين وهذا معنى قولهم : «انه يلزم من استعمال اللفظ في اكثر من معنى تعدد الواحد بما هو واحد ، ووحدة الاثنين بما هما اثنان». واعلم ان عبارة المصنف قابلة للانطباق على الوجهين.
وهنا وجه ثالث ، ذكره الاستاذ طاب مثواه في حاشيته على الكفاية المسماة ب (نهاية الدراية) (١) وهو امتن الوجوه في الدلالة على الاستحالة.
وتلخيصه : ان الوضع ليس إلا كون اللفظ وجودا تنزيليا للمعنى فاللفظ الموجود خارجا وجوده الخارجي وجود بالذات له ، وجود بالجعل والتنزيل للمعنى ، فاذا وجد اللفظ في الخارج فقد وجد المعنى ايضا في الخارج ، إلا ان هذا الوجود الخارجي هو وجود بالذات لطبيعي اللفظ ووجود خارجي للمعنى بالتنزيل ، ومن الواضح : انه
__________________
(١) المحقق الشيخ محمد حسين الاصفهاني قدسسره ، نهاية الدراية : ج ١ ، ص ٦٤.