.................................................................................................
______________________________________________________
فناءان في معنيين استقلاليين؟ ولا ملازمة بين استقلالية المعنى واستقلال اللفظ : بان لا يكون له فناء آخر في معنى استقلالي آخر.
والذي يدلك على عدم المنافاة : انه لا ضرر ولا مانع من ان يكون اللفظ فانيا في المعنى وملحوظا طريقا له التي هي الطريقية بالحمل الشائع ، وبين الالتفات الى كونه ملحوظا كذلك ، والالتفات الى كونه كذلك هو لحاظه ، ووصفه بكونه طريقا وليس هذا المعنى والوصف له هو نفس طريقيته بالحمل الشائع.
فاذا جاز كون اللفظ الملحوظ فانيا في المعنى قد جمع له باللحاظ الواحد الطريقية بالحمل الشائع ، ووصفه بالطريقية فلم لا يجوز ان يكون هذا اللفظ الملحوظ بلحاظ واحد قد جعل فانيا في معنيين استقلاليين؟.
وأما استقلالية المعنيين فلأنه لم يلحظ فانيا في مفهوم واحد جامع لهما ولم يلحظ المعنيان بوحدة اعتبارية وهذا معنى الاستقلال للمعنيين.
وبعبارة اخرى : ان فناء اللفظ في المعنى ليس الّا قصد ايجاد المعنى به وما المانع من ان يقصد باللفظ ان يكون موجدا لمعنيين بعد ان جعل له قابلية ايجاد المعنى به بواسطة الجعل والمواضعة؟ ولا يلزم ان يكون لكل فناء وجود من طبيعي اللفظ بحيث لا يقصد به الّا ذلك الإفناء.
وأما الوجه الأخير ، فلأن الاستعمال وإن كان إيجاد المعنى باللفظ خارجا تنزيلا ، وان الوجود والايجاد متحدان الّا ان لهذا اللفظ ايجادا حقيقا ووجودا حقيقيا متحدين بالذات ، وله ايجاد تنزيلي ووجود تنزيلي ايضا متحدان بالذات ، وقد جعل لهذا اللفظ بواسطة الوضع قابلية ان يكون وجودا تنزيليا لمعنيين.
ولا برهان على وجوب ان يكون لكل وجود تنزيلي واحد وجود حقيقي واحد أيضا بحيث لا يكون ذلك الوجود الحقيقي الواحد وجودا تنزيليا لمعنى أخر ، ولم يحصل اتحاد حقيقي بواسطة الوضع بين الوجود الحقيقي والوجود التنزيلي بل لا