وأما اذا كان المراد من السنة ما يعم حكايتها ، فلأن البحث في تلك المباحث وان كان عن احوال السنة بهذا المعنى (١) ، إلّا ان البحث في غير
______________________________________________________
(١) توضيحة ، انه قد تقدم : ان الظاهر من السنة الواردة في كلماتهم هي : السنة الواقعية ، ولكن يمكن ان يراد بالسنة الاعم من وجودها الواقعي ووجودها الحكائي ، لانه يمكن ان يكون للماهية انحاء : من الوجود الخارجي ، والوجود الذهني ، والوجود اللفظي ، والوجود الكتبي ، كذلك في المقام ، فان للسنة وجودا خارجيا : هو نفس قول المعصوم ، أو تقريره ، او فعله ، ووجودا حكائيا بالخبر المتلفظ به ، والمكتوب. وحينئذ فوجودها الحكائي هو وجود نفس الخبر وهو ثابت ، والمبحوث عنه حجية هذا الوجود الحكائي كالوجود الواقعي. وحينئذ يكون البحث عن عوارضها.
ويرد عليه ، ما اوردناه سابقا : من ان عنوان البحث مختص بالخبر ، لان الخبر والوجود الحكائي للسنة ليسا من قبيل المترادفين ليكون البحث عن احدهما بحثا عن الآخر.
ولكن لا يرد عليه : انه بحث عن ثبوت الموضوع ، لا عن عوارضه بعد ثبوته بأن يقال : انه اذا كان الموضوع هو السنة ، بما أنها دليل ، لا ذات السنة ، فلا بد وان يكون الوجود الحكائي للسنة بعد كونه دليلا موضوعا للعلم ، والبحث عن حجية الوجود الحكائي بحث عن دليليته ، فيكون بحثا عن الموضوع لا عن عوارضه.
فان الجواب عنه ما تقدم ، وحاصله : ان الوجود الحكائي للسنة إنما يثبت فيما اذا ان الحاكي مثبتا للمحكي قطعا كما في المتواتر ، لا فيما مثل الخبر ، فانه انما يكون وجودا حكائيا قطعيا فيما اذا ثبت اعتبار مطابقته ، فحينئذ ، يصح ان يقال : ان الوجود الحكائي للسنة هل يثبت بالخبر ام لا؟