ثم إنه يمكن أن يستدل على البساطة ، بضرورة عدم تكرّر الموصوف في مثل زيد الكاتب ، ولزومه من التّركّب ، وأخذ الشيء مصداقا أو مفهوما في مفهومه (١).
______________________________________________________
الثاني : ما ذكره بقوله : «بل كان اولى لفساده مطلقا» وحاصله : أن ما ذكره من التحقيق : من ان الناطق ليس بفصل حقيقي بل هو خاصة لا يضر في الشرطية الثانية كما اضر بالشرطية الاولى ، لأن النوع كما لا يجوز دخوله في فصله كذلك لا يجوز دخول النوع في خاصته ولازمه ، وكيف يعقل دخول الملزوم في لازمه فيلزم الفساد مطلقا سواء كان الناطق فصلا او خاصة.
(١) هذا دليل آخر على البساطة.
ومحصله : ان المشتق لو كان مركبا اما من مفهوم الشيء والكتابة او من مصداقه والكتابة للزم تكرر الموصوف في قولنا : زيد الكاتب فانه لو كان مركبا من مفهوم الشيء للزم تكرر الموصوف وهو زيد لا باسمه ، بل بعنوان كونه شيئا ويكون المتبادر من قولنا : زيد الكاتب زيد شيء له الكتابة ، واذا كان المشتق مركبا من مصداق الذات لزم تكرر الموصوف بنفسه وباسمه ، لأن لازم التركب من المصداق ان يكون الموصوف بنفسه ماخوذا في المشتق فيرجع قولنا : زيد الكاتب الى قولنا : زيد زيد له الكتابة ، مع انه من الواضح عدم تبادر تكرر الموصوف عند قولنا : زيد الكاتب لا بعنوان انه شيء ولا بنفسه. هذا كل ما امكن ان يكون دليلا على بساطة المشتق ، ولكن الانصاف ان الوجدان والبرهان يثبتان تركب المشتق ، ولكنه ليس مركبا من مفهوم الذات ، ولا من مصداقه ، بل بما هو مركب من المبدأ وامر مبهم من كل الجهات عدا كونه قائما به المبدأ.
اما الوجدان ، فلوضوح تبادرنا من لفظ القائم ـ مثلا ـ ما له الانتصاب ، لا نفس الانتصاب ، وكذا الراكب المفهوم منه ما له الركوب لا نفس الركوب.