بهذين الاعتبارين ، بلحاظ الطوارئ والعوارض الخارجية مع حفظ مفهوم واحد أورد عليهم : بعدم استقامة الفرق بذلك ، لاجل امتناع حمل العلم والحركة على الذات ، وإن اعتبر لا بشرط ، وغفل عن أن المراد ما ذكرنا (١) ، كما يظهر منهم من بيان الفرق بين الجنس والفصل ،
______________________________________________________
(١) لا يخفى ان دعوى رجوع ما ذكره اهل المعقول الى ما ذكره قدسسره مقدمة للرد على صاحب الفصول : فان صاحب الفصول اورد على ما ذكره اهل المعقول : من الفرق بين المشتق ومبدئه بلحاظ اللابشرطية والبشرطلائية : بانه يلزم على ما ذكروه من الفرق بينهما باللحاظ انه يجوز لنا حمل العلم والحركة على الذات اذا لحظناهما بنحو اللابشرطية ، ومن الواضح انه لا يصح حملهما على الذات ولو لحظا لا بشرط ، وانما يجوز الحمل اذا استعملناهما في العالم والمتحرك ، واستعمالهما في العالم والمتحرك غير لحاظهما لا بشرط.
وتوضيح الحال : ان لازم ما ذكره المصنف من دخول اللابشرطية في مفهوم المشتق هو كون المشتق مركبا مفهوما من المبدأ والنسبة ، لدخول حيثية عدم الإباء عن الحمل في نفس مفهومه ، فاذا كان لحاظ اللابشرطية داخلا في المشتق ، ولحاظ الإباء عن الحمل داخلا في مفهوم المبدأ لا يصح حمل المبدأ بمفهومه الموضوع له اذا لحظ لا بشرط ، فان لحاظ اللابشرطية لا يعقل ان يغير المفهوم الذي اخذت البشرطلائية في نفسه.
نعم ، اذا استعمل في غير مفهومه وغير ما وضع له صح حمله حينئذ ، فلحاظ اللابشرطية داخلا في مفهوم المشتق ، ولحاظ البشرطلائية داخلا في مفهوم المبدأ هو الذي فهمه المصنف من كلام اهل المعقول ، ولذا رد على صاحب الفصول : بان ما اورده على القوم غير وارد عليهم ، لانهم لم يردوا ان الفرق بين المبدأ والمشتق بلحاظ اللابشرطية والبشرطلائية الخارجين عن المفهوم ، فيكون المفهوم في المبدإ