.................................................................................................
______________________________________________________
كان مصداق الواجب هو مصداق العالم خارجا ، فالاثنينية واضحة وان لم تكن خارجية ، ولذا قال قدسسره : «ففي صفاته الجارية عليه تعالى يكون المبدأ مغايرا له تعالى مفهوما وقائما به عينا» : أي خارجا «لكنه بنحو من القيام لا بان يكون هناك اثنينية» : أي اثنينية خارجية ، واما الاثنينية الاعتبارية فموجودة قطعا ، ولذا فسر الاثنينية بقوله : «وكان ما بحذائه غير الذات» وهي الاثنينية الخارجية لأنها هي التي يكون ما بحذاء المبدإ في الخارج غير ما بحذاء المتلبس فيه «بل بنحو الاتحاد» : أي بل القيام بنحو الاتحاد «والعينية» في الخارج «وكان ما بحذائه» : أي المبدأ «عين الذات» والقيام والتلبس بنحو من الاعتبار فالاثنينية اعتبارية.
ولما فرغ المصنف من تحقيق معنى القيام والتلبس وانه مختلف وعلى انحاء ، واتضح منه فساد مذهب صاحب الفصول وغيره ذكر برهانا في رد صاحب الفصول بقوله قدسسره : «كيف ولو كانت بغير معانيها ... الخ» وهذا البرهان ذكره القوم في مسألة اشتراك الوجود.
وحاصل ما ذكره المصنف من البرهان : هو انه اذا قلنا : الله عالم او غيره من الصفات الجارية عليه تعالى كقولنا : قادر وحي ، فاما ان يراد من هذه الصفات اطلاقها عليه بما لها من هذه المعاني العامة المفهومة منها فهو المطلوب ، وعليه فلا يكون هناك نقل ولا تجوز ، لأن العالم ـ مثلا ـ قد اطلق بما له من المعنى العام وهو من ينكشف لديه الشيء ، وهو بهذا المعنى يطلق عليه تعالى وعلى غيره فلا نقل ولا تجوز ، غايته : ان الانكشاف في غيره انضمامي وفيه تعالى عين ذاته.
واما ان يطلق العالم عليه تعالى بغير هذا المفهوم العام وهو من ينكشف لديه الشيء ، وحينئذ فاما ان يكون في مقام اطلاقنا عليه هذا اللفظ قد قصدنا من هذا اللفظ معنى او لم نقصد شيئا ، فان قصدنا بهذا اللفظ شيئا وذلك لا بد ان يكون غير من ينكشف لديه الشيء ، وحينئذ يكون المقصود ما يقابل من ينكشف لديه الشيء ، ومن المعلوم ان مقابل ما ينكشف له شيء هو من لا ينكشف لديه الشيء وهذا عين