.................................................................................................
______________________________________________________
فان قلت : العرف يفهم من العالم من انضم اليه العلم دون من كان العلم عين ذاته ، وكذلك الاسود من انضم اليه السواد لا نفس السواد ، فلا يصح اطلاق العالم عليه تعالى ، ولا الاسود على السواد.
قلت : العرف انما يرجع اليه في تعيين مفهوم العالم والاسود فيشخص العرف ان العالم من له العلم والاسود من له السواد ، واما كيفية التلبس التي اقتضت كون الواجب مصداقا ، وكون السواد مصداقا فلا يرجع فيه الى العرف ، فربما يدرك العرف المصداقية والتلبس وربما لا يدرك المصداقية ، بل يكون المدرك للمصداقية هو العقل بتأمل وتدقيق ، ولذا قالوا : ان العرف حجة في تعيين المفاهيم لا المصاديق.
فان قلت : القيام والتلبس يحتاج الى اثنينية ، قائم ومقام به ، ومتلبس به ومتلبس واذا لم يكن انضمام لا يكون قيام ولا تلبس.
قلت : نعم لازم مفهوم المشتق ان هناك متلبسا ومتلبسا به ولا يلزم ان تكون هذه الاثنينية خارجية : بان يكون المتلبس غير المبدأ المتلبس به في الخارج ، بل يكفي ان تكون هذه الغيرية الموجبة للاثنينية اعتبارية.
وتوضيح ذلك : ان لازم مفهوم الاسود ان يكون مصداقه من له السواد ، ولا اشكال ايضا ان مفهوم السواد غير مفهوم الاسود ، فاذا صح في تامل من العقل ان يكون الاسود صادقا على مفهوم غير مفهوم الاسود ، ولو بان يكون ذلك المفهوم هو مفهوم السواد ، لانه اذا صح للعقل ان ينتزع الاسود ممن له السواد في الخارج مع انه غير السواد يصح له ان ينتزع من السواد بنحو من الاعتبار انه له السواد ، لأن السواد عند العقل اولى بان ينتزع منه انه له السواد من الجسم المنضم اليه السواد ، فالاثنينية في السواد والاسود اعتبارية ، والاثنينية في الجسم والاسود خارجية ، والقيام والتلبس يحتاج الى اثنينية ولو اعتبارية ولا يحتاج الى اثنينية خارجية ، فاذا صح هذا الاطلاق والمصداقية في السواد والاسود صح الاطلاق في الواجب وصفاته بطريق اولى ، لوضوح اختلاف مفهوم الواجب ومفهوم العالم بصورة واضحة ، وان