.................................................................................................
______________________________________________________
لها فرد ثالث وهو الوجود الانشائي مثل الطلب والبيع ، فان لفظ الطلب موضوع لماهية الطلب وله فرد خارجي وهو الشوق الموجود في افق النفس في مرحلة شوقها واشتياقها ، وفرد ذهني وهو الصورة الحاصلة في افق الذهن والتصور وله فرد انشائي وهو وجود الطلب المنشأ بصيغة افعل او بمادة الامر او بلفظ اريد.
ولا يخفى انه ليس لكل ماهية فرد انشائي ، بل بعض الماهيات ليست لها فرد انشائي لأنها ليست قابلة للانشاء ، فان ماهية الانسان ـ مثلا ـ ليس لها فرد انشائي لأن الانشاء وان كان ايجاد المعني باللفظ لا بقصد الحكاية ، إلّا ان من المعاني بذاتها تكون في حقيقتها ووجودها لا تحتاج الى اكثر من قصد ايجادها باللفظ كالاستفسار والاستفهام فان السؤال عن شيء هو بذاته معنى لا يحتاج الى اكثر من قصد ايجاده باللفظ المقرر له كهمزة الاستفهام ـ مثلا ـ ومن المعاني ، ما يكون لها وجود في افق من افاق التكوين ، إلّا ان لقصد ايجادها باللفظ اثرا من الآثار عند العقلاء ، كانشاء الطلب ، وماهية الانسان ليست بذاتها كماهية الاستفسار ، وليس لقصد ايجاد مفهوم الانسان باللفظ اثر عند العقلاء.
وعلى كل حال فان بعض الماهيات ليست قابلة للانشاء ، وهذه الماهيات لها ثلاثة مقامات : مقام المفهوم ونفس الماهية ، ومقام وجودها الخارجي ، ومقام وجودها الذهني.
والماهيات القابلة للانشاء لها اربعة مقامات : الثلاثة المذكورة ، وينضم اليها مقام وجودها الانشائي.
ولا يخفى ايضا ان حمل اللفظ الموضوع لمعنى على فرده ليس من الحمل الذاتي ، لأن مناط الحمل الذاتي الاتحاد في الماهية ، ومناط حمل المفهوم على المصداق الاتحاد في الوجود ، والمعروف في كلمات القوم السابقين ـ لصاحب الاسفار ـ هو ان حمل المفهوم على كلا فرديه الموجود الذهني والموجود الخارجي من الحمل الشائع ، إلّا ان الذي يظهر من صاحب الاسفار ان الحمل الشائع الصناعي هو خصوص حمل