.................................................................................................
______________________________________________________
وهذا الوجه مخدوش كبرى وصغرى ، اما الكبرى فلان كثرة الوجود لا توجب الظهور اللفظي انصرافا ، فان الموجب للانصراف هو استيناس الذهن بحضور المعنى كثيرا عنده مستفادا من اللفظ ، واما كثرة الوجود فلا توجب استيناسا للذهن وربطا شديدا بين اللفظ والمعنى ، واما الصغرى فممنوعة ايضا لوضوح ان افراد الندب المستفاد من الصيغة اذا لم يكن اكثر من افراد الوجوب المستفاد منها فهو ليس باقل من الوجوب.
الوجه الثالث : ان الموجب للظهور هو كون الوجوب اكمل من الندب ، فان الوجوب هو تاكد الارادة بحيث لا يرضى بتركه ، ومن المعلوم ان شدة الوجود وتاكده كمال في الوجود.
وهذا الوجه ممنوع كبرى لا صغرى ، فانا نسلم ان الارادة الوجوبية آكد واشد واكمل في الوجود من الارادة الندبية ، ولكن نمنع كون الاكملية توجب الظهور ، فان الظهور مربوط بعالم الالفاظ والاستعمال ، ولا ربط له باكملية الوجود ، وقد اشار المصنف الى الوجوه الثلاثة بقوله : «قيل بظهورها» : أي الصيغة «فيه» : أي في الوجوب «اما لغلبة الاستعمال فيه» : أي في الوجوب وهو الوجه الاول «او لغلبة وجوده» : أي وجود الوجوب وهو الوجه الثاني «او اكمليته» وهو الوجه الثالث ، وقد اشار الى المناقشة في هذه الوجوه بقوله : «والكل كما ترى».
وقد ناقش في الاول والثاني بمنع الصغرى ، فقال : «ضرورة ان الاستعمال في الندب وكذا وجوده» : أي وجود الندب «ليس باقل لو لم يكن اكثر» فاغلبية الاستعمال في الوجوب ممنوعة ، وكثرة وجود الوجوب ايضا ممنوعة ، فان الندب اذا لم يكن اغلب استعمالا واكثر وجودا فلا اقل من تساويه مع الوجوب استعمالا ووجودا ، وناقش في الوجه الثالث فقال : «اما الاكملية فغير موجبة للظهور ... الى آخر كلامه».