والالتزام بوضعها لذلك ـ كما ترى (١).
وأما إطلاقه وارادة شخصه ، كما اذا قيل : (زيد لفظ) واريد منه شخص نفسه ، ففي صحته بدون تأويل نظر ، لاستلزامه اتحاد الدال والمدلول ، او تركب القضية من جزءين ، كما في الفصول.
بيان ذلك : انه ان اعتبر دلالته على نفسه حينئذ لزم الاتحاد ، والّا لزم تركبها من جزءين ، لأن القضية اللفظية على هذا انما تكون حاكية عن المحمول والنسبة لا الموضوع ، فتكون القضية المحكية بها مركبة من جزءين ، مع امتناع التركب الّا من الثلاثة ، ضرورة استحالة ثبوت النسبة بدون المنتسبين (٢).
______________________________________________________
(١) حاصله : انه لو التزم ملتزم : بان لفظ ديز لم يوضع لمعنى ، لكنه وضع ليستعمل هذه الاستعمالات ، فانه يرد عليه : ان هذه الاستعمالات تصح في مهمل لم تكن حروف هجائه من الاحرف العربية ، الّا ان يلتزم : بان الواضع تصور لفظ المهمل فوضعه لأن يستعمل هذه الاستعمالات ولو بنحو الوضع العام والموضوع له الخاص. وهذا بعيد جدا.
(٢) حاصله : ان اطلاق اللفظ وارادة شخصه ان قصد به الحكاية بنفس اللفظ عن شخص نفسه لزم اتحاد الدال والمدلول وهو محال ، لأن الدالية والمدلولية من المتضائفين ، والتضايف من التقابل ، والمتقابلان لا يجتمعان في واحد. هذا اذا قصد الحكاية ، وان لم تقصد الحكاية لزم تركب القضية المعقولة من جزءين ، وتركب القضية من جزءين نسبة ومحمول ، وهو محال أيضا ، لان النسبة لا تقوم بطرف واحد ، بل لا بد من قيامها بطرفين موضوع ومحمول.
بيان ذلك : ان القضية اللفظية في المقام ثلاثة : زيد ، ولفظ ، وهيئة الجملة الدالة على النسبة ، وحيث ان زيدا في القضية اللفظية لم يقصد به الحكاية كما هو المفروض فان زيدا وإن خطر في الذهن إلّا انه لم يخطر بما انه موضوع قصد احضاره بالحكاية ،