قلت : يمكن ان يقال : انه يكفي تعدد الدال والمدلول اعتبارا ، وان اتحدا ذاتا ، فمن حيث انه لفظ صادر عن لافظه كان دالا ، ومن حيث انّ نفسه وشخصه مراده كان مدلولا (١) مع ان حديث تركب القضية من
______________________________________________________
إذ انه لا حكاية على الفرض ، بل خطر بما انه صورة هذا اللفظ الذي تلفظ به ، لا بما انه موضوع اللفظية ، والذي حضر على سبيل الحكاية هو النسبة والمحمول ، فلزم تركب القضية المعقولة من جزءين.
(١) توضيحه : انه يمكن ان نختار الشق الاول ، ونقول : يمكن ان يقصد بشخص اللفظ حكايته عن نفسه ولا يلزم المحال ، لان المتقابلين هما حيثية الدالية ، وحيثية المدلولية لا ذات الدال وذات المدلول ، فانه لا تقابل بينهما. كيف؟! وربما يكون الشيء الواحد بالذات مصداق المتضائفين ، فان المحبيّة والمحبوبية من المتضائفين ويجتمعان في ذات الواجب عزوجل ، فانه محب لذاته فهو محب ومحبوب ، إلّا ان حيثية المحبيّة غير حيثية المحبوبية ، فان حيثية المحبيّة حيثية المضاف ، وحيثية المحبوبية حيثية المضاف اليه ، ولا يعقل كون حيثية المضاف هي حيثية المضاف اليه.
فان قلت : الواحد بالذات واحد من جميع الجهات.
قلت : انتزاع المفاهيم المتعددة من الواحد بالذات لا مانع منه ، كانتزاع الموصوفية ، والصفتية من ذاته جل وعلا ، مع انه بذاته البسيطة هو الموصوف وهو الصفة ، كما حقق في محله.
اذا عرفت هذا ، نقول : ان في شخص زيد ـ مثلا ـ حيثيتين حقيقيتين هما حيثية كونه صادرا عن اللافظ ، وحيثية كونه مرادا للافظ ، وحيثية صدوره غير حيثية ارادته ، فانه يراد فيصدر ، فمن حيث كونه صادرا يكون دالا ، ومن حيث كونه مرادا يكون مدلولا ، فالحكاية موجودة ولم يلزم اتحاد الدالية والمدلولية. هذا حاصل ما اجاب به عن المحذور الاول.