التصورية : أي كون سماعه موجبا لاخطار معناه الموضوع له ، ولو كان من وراء الجدار ، أو من لافظ بلا شعور ولا اختيار (١).
______________________________________________________
(١) المشهور : ان الالفاظ موضوعة بازاء نفس المعاني من دون تقييدها بحيثية كونها مرادة للافظ. ونقل عن العلمين : الشيخ ابي علي ، والخواجة الطوسي (قدسسرهما) : ان الالفاظ موضوعة بازاء المعاني مقيدة بكونها مرادة للافظها.
ولا بد من بيان امور توضيحا للمطلب :
الاول : ان المراد من الارادة التي وقع الكلام في امكان جعلها قيدا للمعاني هو مصداق الارادة ، وهي الكيفية العارضة للنفس لا مفهوم الارادة ، لان مفهوم الارادة هو ارادة بالحمل الاولي ، ومحل الكلام في القيدية هو الارادة بالحمل الشائع : أي الارادة التي يترتب عليها الآثار المطلوبة منها وهي الارادة الموجودة ، وهي التي تكون ارادة بالحمل الشائع ، وانما لم يكن مفهوم الارادة وما هو بالحمل الاولي محلا للكلام ، لوضوح ان المستعمل للفظ في المعنى يكون قد أراد المعنى بارادة حقيقية ، فالمعنى قد تقيد بحقيقة الارادة ، لا بمفهوم الارادة.
الثاني : ان ارادة المعنى من شئون الاستعمال ومتعلقاته ، فان المتكلم يريد استعمال اللفظ في المعنى فيستعمله فيه ، فالارادة متعلقة بالاستعمال ، والاستعمال متعلق بالمعنى ، وهذا هو المراد بقوله : «ان قصد المعنى على انحائه من مقومات الاستعمال».
الثالث : ان مطابق الكلام المقصود به الحكاية في قولك ـ مثلا ـ : زيد قائم هو زيد الخارجي والقيام الخارجي ، ومعلوم ان الذي في الخارج هو زيد والقيام المراد ، لا زيد المراد ولا القيام المراد ، وكذلك المسند والمسند اليه في ضرب زيد ، لا ضرب المرادة ولا زيد المراد.
الرابع : ان الدلالة إما تصورية او تصديقية ، والاولى : هي خطور المعنى في الذهن عند سماع اللفظ ، فهي تتوقف على شعور السامع وسماعه اللفظ وعلمه بوضعه