.................................................................................................
______________________________________________________
والاضمار واضح المثال ايضا ، كما في قول الآمر : اقصد القرية الفلانية ، فيمكن ان يراد بالقرية معناها الحقيقي ، ويمكن ان يكون مراده اهل القرية.
وأما دوران الامر بين الحقيقة والاشتراك ، فلا يخلو من غموض ، فان مرادهم من الدوران له احتمالات :
الاول : انه يكون للفظ معنى حقيقي قد وضع له اللفظ ، ولكن يحتمل ان يكون قد وضع هذا اللفظ مرة ثانية لمعنى آخر فيكون مشتركا. وهذا الاحتمال لا يخلو من بعد ، لان مورد هذه الاحوال الخمسة ، او الاكثر منها وترجيح الحقيقة عليها او بعضها على بعض : هو ما اذا كان الشك في المراد ، لا في اصل الوجود ، وانما يكون الشك في المراد فيما اذا كان الاشتراك محققا وشك في انه هل المراد المعنى الحقيقي ، أو الاشتراك ، فلو رجح الاشتراك على المعنى الحقيقي ، وقلنا : بامكان استعمال اللفظ في اكثر من معنى ووقوعه يكون المراد بالمشترك جميع معانيه ، وان قلنا : بعدم امكان الاستعمال في اكثر من معنى ، او عدم وقوعه يكون المشترك مجملا.
الاحتمال الثاني : ان يدور الامر بين كون اللفظ موضوعا لمعنى عام جامع لانواع مختلفة ، أو يكون موضوعا لكل نوع من الانواع بوضع ، كلفظ العين ـ مثلا ـ هل هو موضوع للركبة والباصرة والنابعة وغيرها بخصوصها : بان يكون لكل منها وضع خاص به ، أو انه موضوع لمعنى عام جامع لهذه الامور ، وهي مصاديقه تصدق العين عليها من باب انها احد مصاديق الموضوع له؟ لا أن كل واحد منها هو الموضوع له ، وهذا في الحقيقة من دوران الامر بين الاشتراك اللفظي ، والاشتراك المعنوي. وهذا الاحتمال ـ مع انه خلاف ظاهر كلماتهم ـ ، يرد عليه ايضا : انه ليس من موارد الشك في المراد بعد تحقق الاشتراك ، بل يرجع الى الشك في اصل وجود الاشتراك.
الاحتمال الثالث : ان يكون لفظ بهيئة واحدة جمعا ويكون مفردا ، فتارة يكون مفرده مشتركا لفظيا ، كلفظ (سفر) فان مفرده مشترك بين الرجل والمسافر ، وبين الناقة المسافرة ، وبين الاثر يكون في الجلد ، واما جمعه فهو مختص بالمسافرين اما جمعا ، أو