.................................................................................................
______________________________________________________
اسم جمع ، واخرى يكون جمعه مشتركا بين معان ، كلفظ (فلك) فانه يأتي جمعا ، وهو مشترك بين افلاك النجوم ، وجماعات الرجال المستديرة وغيرها ، واما مفرده فيختص بالسفينة ، فيدور الامر في هذا اللفظ ـ مثلا ـ بين معناه الحقيقي ، او الجمع ، وهو مشترك بين معاني ، وهذا الاحتمال ربما يكون اقربها ، ولكنه ايضا ليس من دوران الامر بين الحقيقة والاشتراك ، بل هو نفسه من الاشتراك ، غايته انه يزيد على الاشتراك في جمعه اشتراك آخر بين جمعه ومفرده.
وعلى كل حال ، فاذا دار الامر بين المعنى الحقيقي وهذه الاحوال المذكورة في المتن ، او غيرها مما لم يذكرها ، كالنسخ ، والتقييد ، والكناية ، والاستخدام ، والتضمين فالمعنى الحقيقي يترجح عليها لبناء العقلاء على الاخذ به حتى يثبت غيره.
والظاهر : ان بناءهم على ذلك حيث يكون اللفظ ظاهرا في المعنى الحقيقي ، كما هو الغالب ، والّا فلا.
واما دوران الامر بين هذه الاحوال بعضها مع بعض ، فقد ذكروا في المطولات وجوها لتقديم بعضها على بعض ، وكلها استحسانية لا تعويل عليها ما لم تكن توجب ظهور اللفظ.
نعم ، هنا امر ينبغي التنبيه عليه ، وهو : ان المشهور بنوا على ان الكناية والتضمين والتخصيص من المجاز ، وانما ذكروها في قبال المجاز لشيوعها ، فهي مجازات شايعة قد ذكرت في قبال مطلق المجاز ، ولكن في كونها من المجاز كلام.
اما الكناية ، فليست استعمال اللفظ الموضوع للملزوم في لازمه ، بل اللفظ في الكناية مستعمل في الملزوم وفي معناه الحقيقي ، غاية الامر ان الغرض منه ليس هو الملزوم نفسه ، بل لاجل الانتقال منه الى اللازم ، ولكنه مع ذلك خلاف الاصل ، لان الاصل فيما قصد استعمال اللفظ فيه ان يكون هو المقصود بالذات لذاته لا طريقا لغيره ، لان قصد الطريقية فيه تحتاج الى زيادة على قصد نفسه ، وهي قصد كونه طريقا الى غيره ، والاصل عدم وجود قصد وراء قصد نفس الذات.