إنّما هو واحد وسبعون سنة؟
فلمّا نزلت (الر) وكانت في حساب جملهم مائتي سنة وواحدا وثلاثين سنة قالوا : هذا الآن مائتان وواحد وثلاثون سنة وواحدة وسبعون. قيل ثمّ أنزل (المر) فكان في حساب جملهم مائتي سنة وواحدة وسبعين سنة في نحو هذا من صدور السور فقالوا : قد التبس علينا أمره (١).
[م / ٢٢١] وأخرج ابن اسحق والبخاري في تاريخه وابن جرير عن ابن عبّاس عن جابر بن عبد الله بن رئاب قال «مرّ أبو ياسر بن أخطب في رجال من يهود برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يتلو فاتحة سورة البقرة (الم. ذلِكَ الْكِتابُ) فأتاه أخوه حييّ بن أخطب في رجال من اليهود فقال : تعلمون ـ والله ـ لقد سمعت محمّدا يتلو فيما أنزل عليه (الم. ذلِكَ الْكِتابُ) فقالوا أنت سمعته؟ قال : نعم. فمشى حييّ في أولئك النفر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : يا محمّد الم تذكر أنّك تتلو فيما أنزل عليك (الم. ذلِكَ الْكِتابُ؟) قال : بلى. قالوا : قد جاءك بهذا جبريل من عند الله؟ قال : نعم. قالوا : لقد بعث الله قبلك أنبياء ما نعلمه بيّن لنبيّ لهم ما مدّة ملكه وما أجل أمّته غيرك! فقال حييّ بن أخطب ـ وأقبل على من كان معه ـ : الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، فهذه إحدى وسبعون سنة. أفتدخلون في دين نبيّ إنّما مدّة ملكه وأجل أمّته إحدى وسبعون سنة!؟
ثم أقبل على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا محمّد هل مع هذا غيره؟ قال : نعم. قال : ما ذاك؟ قال (المص) قال : هذه أثقل وأطول. الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والصاد تسعون ، فهذه مائة وإحدى وستّون سنة.
هل مع هذا يا محمّد غيره؟ قال : نعم. قال : ماذا؟ قال (الر) قال : هذه أثقل وأطول. الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والراء مائتان ، فهذه احدى وثلاثون ومائتا سنة.
فهل مع هذا غيره؟ قال : نعم. (المر) قال : فهذه أثقل وأطول. الألف واحدة ، واللام ثلاثون ، والميم أربعون ، والراء مائتان ، فهذه احدى وسبعون سنة ومائتان. ثمّ قال : لقد لبس علينا أمرك يا محمّد حتّى ما ندري أقليلا أعطيت ، أم كثيرا! ثمّ قاموا. فقال أبو ياسر لأخيه حيي ومن معه من الأحبار : ما يدريكم لعلّه قد جمع هذا لمحمّد كلّه. إحدى وسبعون ، وإحدى وستّون ومائة ، وإحدى وثلاثون ومائتان ، وإحدى وسبعون ومائتان ، فذلك سبعمائة وأربع وثلاثون. فقالوا : لقد تشابه
__________________
(١) الدرّ ١ : ٥٨ ـ ٥٩.