[١ / ١٣١] وروي : «أنّ لله اثني عشر ألف عالم» (١).
قال الراغب : وجمع جمع السلامة فلكون الناس في جملتهم ، والإنسان إذا شارك غيره في اللفظ غلب حكمه.
لكنّه تكلّف ظاهر ، حيث لم يرد استعمال «العالمين» في القرآن وغيره في سوى الأناسي .. قوله تعالى : (وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ)(٢) ... أفهل فضّلت على إناث غير الأناس؟!
وكان قوله : (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ)(٣) هو المعني بقوله : (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ)(٤).
وهكذا رجّح السيّد محمّد رشيد رضا ـ في المنار ـ المأثور عن جدّه الإمام جعفر الصادق ـ عليه الرضوان ـ : أنّ المراد به الناس فقط (٥).
***
وقوله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ ...) التفاتة من الغيبة إلى الخطاب. أمّا الغيبة أوّلا ، فلاستعظام مقام الربوبيّة الشامخ أن يحضره العبد في مقام استكانته الخاضع. لكنّه لمّا وصف ربّه بصفات ونعوت هي تنمّ عن شمول رحمته وعموم عنايته ، تجرّأ أن يرى نفسه منعما بفيض الحضور لدى ساحته تعالى ، الرحبة الواسعة.
والإتيان بصيغة الجمع (نعبد. نستعين. إهدنا) استصغارا للعبد بنفسه أن يحضر بشخصه لديه تعالى ، فأدرج نفسه ضمن الجمع ، ولعله «لأجل عين ألف عين تكرم».
__________________
(١) الخصال : ٦٣٩ / ١٤.
(٢) آل عمران ٣ : ٤٢.
(٣) الشعراء ٢٦ : ١٦٥.
(٤) النمل ٢٧ : ٥٥.
(٥) المنار ١ : ٥١.