المؤمنين عليهالسلام (المتوّفى حدود سنة ١٠٠) وكان مشهورا بجمال خطّه وإناقة ذوقه.
ويقال : إنّ سعدا ـ مولى الوليد وحاجبه ـ اختاره لكتابة المصاحف والشعر والأخبار للوليد ابن عبد الملك (٨٦ ـ ٩٦) فكان هو الذي خطّ قبلة المسجد النبويّ بالمدينة بالذهب من سورة الشمس إلى آخر القرآن. وكان قد جدّد بناءه وأوسعه عمر بن عبد العزيز واليا على المدينة من قبل الوليد وبأمر منه وفرغ من بنائه سنة ٩٠ (١).
وطلب إليه عمر بن عبد العزيز أن يكتب له مصحفا على هذا المثال ، فكتب له مصحفا تنوّق فيه ، فأقبل عمر يقلّبه ويستحسنه ، ولكنّه استكثر من ثمنه فردّه عليه.
قال محمّد بن إسحاق ـ ابن النديم ـ : رأيت مصحفا بخطّ خالد بن أبي الهياج ، صاحب عليّ عليهالسلام وكان في مجموعة خطوط أثريّة عند محمّد بن الحسين المعروف بابن أبي بعرة ، ثمّ صار إلى أبي عبد الله ابن حاني ـ رحمهالله ـ (٢).
[١ / ٤٠٩] وروى ثقة الإسلام الكليني عن شيخه عليّ بن إبراهيم القمّي عن أبيه عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن محمّد بن الورّاق قال : عرضت على الإمام أبي عبد الله عليهالسلام كتابا فيه قرآن مختّم ، معشّر بالذهب. وكتب في آخره سورة بالذهب ، فأريته إيّاه ، فلم يعب فيه شيئا إلّا كتابة القرآن بالذهب وقال : «لا يعجبني أن يكتب القرآن إلّا بالسّواد ، كما كتب أوّل مرّة» (٣).
[١ / ٤١٠] لكن روى عليّ بن جعفر عن أخيه الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام قال : «سألته عن الرجل هل يصلح له أن يكتب المصحف بالأحمر؟ قال : لا بأس» (٤).
***
[١ / ٤١١] روى الصدوق في جملة مناهي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه نهى أن يمحى شيء من كتاب الله عزوجل بالبزاق أو يكتب منه (٥).
[١ / ٤١٢] وروى الكليني بإسناده إلى عبد الملك بن عتبة عن أبي الحسن عليهالسلام قال : «سألته عن
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٣ : ٣٠ و ٣٦.
(٢) الفهرست لابن النديم (الفن الأوّل من المقالة الأولى ص ٩ والفن الأوّل من المقالة الثانية ص ٤٦).
(٣) الكافي ٢ : ٦٢٩ / ٨.
(٤) البحار ٨٩ : ٣٤ / ٢ ، باب كتابة المصحف ، عن كتاب قرب الإسناد : ٢٩٥.
(٥) الأمالي : ٥١٠ / ٧٠٧ ؛ البحار ٨٩ : ٣٤ / ٣ ، باب كتابة المصحف.