فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (٢٠) وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ
____________________________________
الطيبات ، هذه النار والعذاب لأنفسكم ، إذن (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ) يؤلم جسدكم بالنار ، وأنفسكم بالإهانة ، لأنكم صرفتم جسدكم وأنفسكم في الملذات الضارة بسبب ما (كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) فالهوان لذلك الاستكبار (وَ) بسبب ما (كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) وتأتون بالمعاصي ، فالنار لأجل تلك المعاصي الجسدية ، والسرّ أن كل طاقة قابلة لأن تصرف في الفساد وقابلة لأن تصرف في الصلاح ، فالنفط يمكن أن يصرف في طبخ الطعام ، وفي إحراق الدار والأثاث ، والماء يمكن أن يصرف في الزراعة والشرب والنظافة وفي غرق الإنسان به في بحر أو نهر أو نحوهما ، إلى غير ذلك ، والطاقات التي منحها الله للإنسان كذلك صالحة لصرفها في شراء الجنة والعزة الأبدية ، وصالحة لصرفها في شراء النار والهوان الأبدي ، وحيث صرفها الكافر في غير المصرف الصحيح كان جزاءه عذاب الهون ، ولعل قوله سبحانه «بغير الحق» لأن إرادة الكبر قد تكون لأجل إصلاح الناس ومنع المفسدين عن الفساد ، ولذا فالقيد إخراجي ، لا توضيحي.
[٢٢] (وَ) ليعتبر هؤلاء الكفار بقصص التاريخ ، حتى يعلموا أن جزاء تكذيب أنبياء الله ، والانحراف عن منهجه سبحانه يوجب خسران الدنيا ، أيضا ، بالإضافة إلى خسران الآخرة ، التي ذكر في الآية المتقدمة ف (اذْكُرْ) لهم يا رسول الله (أَخا) قبيلة (عادٍ) القبيلة الكافرة بالله واليوم الآخر وأخوهم هو «هود» النبي عليهالسلام (إِذْ أَنْذَرَ