وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ (٢١) وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢٢)
____________________________________
الجنة ، يلحقون بآبائهم لتقدير إيمان الآباء (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ) بأن لم يكونوا كفرة (أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) حتى ينعم الآباء بمؤانسة الأولاد ، فمرة يشتغلون بالحور العين ، وتارة بالذرية ، وفي ذلك قرة أعينهم (وَما أَلَتْناهُمْ) أي ما نقصنا الآباء (مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) فلم نعطي للأبناء من حق الآباء بل أعطينا الأبناء زيادة على حق الآباء (كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) كأن نفس الإنسان مرهونة بالعمل الصالح فإذا أعطى الله العامل استرجع نفسه فصار حرا ، وإلا بقي أسيرا في جهنم ، لأنه لم يقدم ما يفك به نفسه ، كما أن صاحب الدار الذي رهنها لأنه لم يقدم مال المرتهن لم يتمكن من استرداد داره ، ولعل قوله سبحانه (كُلُّ امْرِئٍ ...) لدفع توهم أنه إذا أعطى الذرية ما لا يستحقون فقد حصلوا الثواب بغير عمل؟ والجواب كلا ، إن الذرية كانوا مؤمنين فاستحقوا الجنة بذلك ، ولكن الله تفضل عليهم بالمزيد جزاء للآباء فدرجتهم بين جزاء لهم وجزاء لآبائهم ، أو يقال إن كلا من الآباء والذرية استحق نفس الدرجة الرفيعة واستحق الجمع بينها ، فالآية إخبار عن الواقع ، ولا إعطاء لما لا يستحق ولو إعطاء تفضلا.
[٢٣] (وَأَمْدَدْناهُمْ) استمررنا في إمدادهم ، فليس كالضيافات ، في الدنيا التي يؤتى إلى الضيف بالمأكول والمشروب أول ما يجيء فقط ، فإذا جلس ساعة مثلا ، لا يؤتى إليه مرة أخرى بهما (بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)