أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (٣٩) أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (٤٠) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (٤١) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (٤٢)
____________________________________
أنكر الرسول أو القرآن ، وعلى من أنكر البعث ، بأسلوب بلاغي رائع ، وباحتجاجات عقلية ، وعرفية يفهمها كل إنسان وإن لم يكن من أهل الخبرة والدقة.
[٤٠] (أَمْ لَهُ الْبَناتُ) فقد كان جمع من كفار قريش يقولون إن الملائكة بنات الله (وَلَكُمُ الْبَنُونَ) البنون خاص بكم؟ وبأي دليل تقولون هذا القول؟.
[٤١] (أَمْ تَسْئَلُهُمْ) يا رسول الله (أَجْراً) على الرسالة (فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ) التزام غرم (مُثْقَلُونَ) يحملون الثقل ، ولذا لا يؤمنون بك فرارا من إعطاء المال ، وحيث لا تسألهم أجرا والدليل معك فلما ذا لا يؤمنون؟
[٤٢] (أَمْ عِنْدَهُمُ) علم (الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ) ما أخذوه عن الغيب وبذلك علموا كذبك ولذا لا يؤمنون بك؟
[٤٣] (أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً) بك ، لا حجة لهم ، ولا عندهم الغيب ، وإنما يكيدون بك ليتخلصوا منك حتى لا تدعوهم إلى الهدى ، استثقالا عن الحق ، لكن فليعلموا أنهم لا يقدرون على الكيد بك ، وإنما كيدهم على أنفسهم (فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ) يعود وبال كيدهم عليهم ، كما قال (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) (١).
__________________
(١) آل عمران : ٥٥.